أخبار مصر

إسرائيل تتجه نحو الاحتلال العسكري في غزة بدلًا من وقف إطلاق النار.. إلى أين يتجه الصراع؟

إسرائيل تتجه نحو الاحتلال العسكري في غزة بدلًا من وقف إطلاق النار.. إلى أين يتجه الصراع؟

في تصعيد جديد للأزمة، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن خطط لاحتلال قطاع غزة عسكريًا، متجاهلة المطالب الدولية بوقف إطلاق النار. وفي 2 أبريل، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، عن استراتيجية تهدف إلى السيطرة على مناطق واسعة من القطاع، بهدف القضاء على البنية التحتية المتبقية لحركة حماس وإنشاء مناطق أمنية تفصل غزة إلى نصفين. يأتي هذا التصعيد، الذي بدأ منتصف مارس مع تكثيف الغارات الجوية، في إطار خطة تهدف إلى تهجير السكان الفلسطينيين، ما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا المدنيين.وفقًا لتقرير الجارديان

الخسائر الإنسانية وردود الفعل الدولية


أثار الهجوم الإسرائيلي انتقادات واسعة، خاصة بعد تجاوز عدد الضحايا الفلسطينيين 50,000 قتيل وأكثر من 110,000 جريح، إلى جانب موجات نزوح هائلة. ومع ذلك، تبرر إسرائيل عملياتها العسكرية بأنها ضرورية لأمنها القومي، بحجة أن حماس لا تزال تشكل تهديدًا قائمًا. إلا أن هذه الاستراتيجية تهدد مفاوضات وقف إطلاق النار، وتقوض فرص الحل السياسي، وتعمّق حالة عدم الاستقرار في المنطقة.

قوات الأمن الإسرائيلية تحاول تفريق مظاهرة مناهضة للحكومة تدعو لإنهاء الحرب في غزة وإعادة جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس،

انهيار وقف إطلاق النار وتداعياته


الاتفاق الذي تم التوصل إليه في يناير 2025 بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر يبدو أنه قد انهار تمامًا. ورغم تنفيذ المرحلة الأولى، التي تضمنت إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلية، فإن تعنت الحكومة الإسرائيلية بدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أدى إلى تعطيل المرحلة الثانية، التي كانت ستشهد مفاوضات لوقف دائم لإطلاق النار. وبدلًا من ذلك، قررت إسرائيل تصعيد حملتها العسكرية، مستهدفة الضغط على حماس للإفراج عن بقية الرهائن.

الأهداف السياسية لنتنياهو واستغلال الصراع


يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطًا داخلية من اليمين المتطرف، بالإضافة إلى فضائح سياسية وقضايا فساد تهدد مستقبله. وباستمرار الحرب، يسعى نتنياهو إلى كسب الوقت سياسيًا، وإبعاد الأنظار عن أزماته الداخلية، مع تعزيز موقفه بين المتشددين في حكومته.

غياب خطة واضحة لما بعد الحرب


حتى الآن، ترفض إسرائيل أي مبادرات عربية أو دولية لإعادة إعمار غزة أو تشكيل حكومة انتقالية. ومع استمرار مصر وقطر في جهود الوساطة، تصر إسرائيل على تبني استراتيجية مقايضة الرهائن مقابل وقف إطلاق نار مؤقت، دون تقديم أي التزام بإنهاء الصراع.

ما مستقبل غزة؟


مع استمرار العمليات العسكرية، وعدم وجود ضغوط دولية حقيقية على إسرائيل، يبدو أن الهدف النهائي هو إعادة احتلال غزة بشكل دائم، مما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية ويقوض أي فرص لحل سياسي طويل الأمد. في ظل هذا المشهد المعقد، يبقى السؤال: إلى أين يتجه الصراع في غزة؟

محمود فرحان

محمود أمين فرحان، صحفي متخصص في الشؤون الدولية، لا سيما الملف الروسي الأوكراني. عمل في مؤسسات إعلامية محلية ودولية، وتولى إدارة محتوى في مواقع إخبارية مثل "أخباري24" والموقع الألماني "News Online"، وغيرهم, حيث قاد فرق التحرير وواكب التغيرات المتسارعة في المشهد الإعلامي العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى