13 عامًا من الألم والوعود.. عائلة كينية تطالب بالعدالة بعد مقتل ابنتها على يد جنود بريطانيين
لقاء رسمي ووعود مؤجلة: عائلة وانيجيرو تطالب بريطانيا بتحقيق العدالة بعد سنوات من الصمت

في خطوة طال انتظارها، التقى وزير الدفاع البريطاني جون هيلي بعائلة أغنيس وانيجيرو، الشابة الكينية التي لقيت حتفها على يد جنود بريطانيين في ظروف غامضة ومأساوية منذ أكثر من 13 عامًا، وسط وعود جديدة بفتح تحقيق شامل وتحقيق العدالة التي طالما طالب بها ذوو الضحية.
قضية هزت الرأي العام الكيني والبريطاني
تعود تفاصيل الحادثة إلى مارس 2012، عندما اختفت الشابة أغنيس، البالغة من العمر 21 عامًا، بعد دخولها إحدى الحانات في فندق بمدينة نانييوكي الكينية، حيث توجد قاعدة عسكرية تابعة للجيش البريطاني. بعد شهرين، تم العثور على جثتها داخل خزان صرف صحي بفندق “لايونز كورت”، لتبدأ بعدها رحلة العذاب الطويلة لعائلتها في البحث عن الحقيقة.
شهادات صادمة وتحقيقات لم تكتمل
في عام 2021، كشفت تقارير عن تورط أحد جنود فوج دوق لانكاستر، حيث أدلى جندي بشهادة صادمة قال فيها إن زميله اعترف له بجريمة القتل، بل واصطحبه لرؤية جثة وانيجيرو في موقع الجريمة. رغم ذلك، لم تُوجّه حتى الآن أي تهم رسمية.
وقد أعلنت النيابة العامة الكينية مؤخرًا عن إحالة ملف القضية للمراجعة بعد استكمال التحقيقات، مؤكدة تشكيل فريق من كبار المحامين لمتابعة القضية. وأكدت في بيانها أن “العدالة لعائلة أغنيس وانيجيرو تظل أولوية قصوى”.
زيارة رسمية ووعود جديدة
خلال زيارته الأخيرة إلى كينيا، التقى جون هيلي بعائلة الضحية، مؤكدًا “عزمه الجاد” على متابعة القضية، متعهدًا بتقديم الدعم الكامل للسلطات الكينية. وأوضح أنه سيناقش القضية لاحقًا مع الرئيس الكيني ويليام روتو، مشددًا على ضرورة تسريع الإجراءات القضائية.
وكان هيلي، حين كان في منصب وزير الدفاع سابقًا، قد دعا إلى اتخاذ خطوات عاجلة لكشف ملابسات الجريمة، في ظل تحقيقات بريطانية كشفت عن سلوك “غير مقبول” لبعض الجنود في قاعدة BATUK.
ألم العائلة ورسالة مفتوحة
بعد الاجتماع، أصدرت عائلة وانيجيرو بيانًا مؤلمًا قالت فيه:
“لقد كان لموت أغنيس أثر مدمر علينا جميعًا. لم تكن صدمة الفقد فقط، بل الظروف المروعة التي وُجدت فيها جثتها، والسنوات الطويلة من الألم والصمت وغياب العدالة.”
وتابعت العائلة: “نحن ممتنون للاجتماع مع الوزير، لكننا تعبنا من الوعود الفارغة. نأمل أن تكون هذه الخطوة بداية لتحرك فعلي وجاد من الحكومة البريطانية لضمان العدالة، وعدم تكرار هذه المأساة مع أي فتاة أخرى.”
العدالة المؤجلة: اختبار حقيقي للعلاقات البريطانية الكينية
تُعد هذه القضية اختبارًا حقيقيًا لمدى جدية الحكومة البريطانية في التعامل مع التجاوزات المرتكبة من جنودها في الخارج، كما تسلط الضوء على التحديات التي تواجه العدالة الدولية في القضايا التي تمس حقوق الإنسان، خصوصًا في البلدان المضيفة للقواعد العسكرية الأجنبية.