قناة السويس في اختبار الزمن: ممر عالمي يبحث عن استدامة

شهدت قناة السويس، أحد أهم الممرات المائية في العالم، تراجعًا ملحوظًا في إيراداتها خلال العام المالي 2023/2024، حيث بلغت الإيرادات 6.6 مليار دولار، مقارنة بـ8.8 مليار دولار في العام السابق، مما يمثل انخفاضًا بنسبة 25% . هذا التراجع يُعزى بشكل رئيسي إلى التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر، والتي أدت إلى تحويل العديد من شركات الشحن مساراتها بعيدًا عن القناة.
أسباب التراجع
منذ نوفمبر 2023، تعرضت السفن التجارية في البحر الأحمر لهجمات متكررة، مما دفع العديد من شركات الشحن إلى تجنب المرور عبر قناة السويس، واختيار طرق بديلة أطول وأكثر تكلفة، مثل طريق رأس الرجاء الصالح . هذه التحويلات أدت إلى انخفاض عدد السفن العابرة للقناة، وبالتالي تراجع الإيرادات بشكل كبير.
التحديات الاقتصادية
يُشكل هذا الانخفاض في الإيرادات تحديًا كبيرًا للاقتصاد المصري، حيث تُعد قناة السويس مصدرًا رئيسيًا للعملة الأجنبية. التراجع في الإيرادات قد يؤثر على ميزان المدفوعات المصري، ويزيد من الضغوط على الاقتصاد الوطني، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية الأخرى التي تواجهها البلاد .
البدائل المتاحة
لمواجهة هذا التراجع، تسعى مصر إلى تنويع مصادر دخلها من خلال:
تعزيز قطاع السياحة: عبر الترويج للمقاصد السياحية المصرية وجذب المزيد من السياح من الأسواق الأوروبية والآسيوية .
زيادة تحويلات المصريين في الخارج: من خلال تقديم حوافز للمغتربين لتحويل أموالهم عبر القنوات الرسمية.
الاستفادة من قروض المؤسسات الدولية: مثل صندوق النقد الدولي، لدعم الاقتصاد وتعويض النقص في الإيرادات .
تواجه قناة السويس تحديات غير مسبوقة بسبب التوترات الجيوسياسية في المنطقة. ومع ذلك، فإن قدرة مصر على التكيف والبحث عن بدائل لتعويض هذا التراجع تُعد أمرًا حيويًا للحفاظ على استقرار اقتصادها. يبقى السؤال: هل ستنجح مصر في تجاوز هذه الأزمة وتحقيق التوازن الاقتصادي المطلوب؟