في عالم يعج بالبحث عن الجمال المثالي والمظاهر المثالية، تظهر كل يوم “ترندات” جديدة تعدك بتحقيق نتائج فورية وسريعة دون الحاجة للكثير من الجهد أو التكاليف. ومن بين هذه “الترندات” التي اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي مؤخرًا، ظهرت العلكة كوسيلة “رخيصة وسحرية” لتغيير شكل الوجه، خاصة نحت الفك وإبراز الملامح. فما مدى صحة هذه الادعاءات؟ وهل يمكن بالفعل لمادة مطاطية بنكهات الفراولة والنعناع أن تحدث فرقًا حقيقيًا في شكل وجهك؟

“ترند” أم حقيقة طبية؟

انتشرت مقاطع فيديو على منصات مثل “تيك توك” و”إنستغرام” تحت عنوان “Jawline Transformation” (تحول خط الفك)، التي تعرض أشخاصًا يزعمون أنهم استطاعوا الحصول على وجوه أكثر تحديدًا بفضل مضغ العلكة بانتظام. يتحدث العديد من هؤلاء عن نتائج “مذهلة”، ولكن هل هذه الادعاءات حقيقة علمية أم مجرد تسويق لمفهوم “الجمال السريع”؟

العلكة لا تنحت العظام

وفقًا للأطباء، فإن مضغ العلكة قد يساهم في تحفيز عضلات الفك، ولكن لا يمكن له بأي حال من الأحوال أن يغير من شكل العظام أو يذيب الدهون المتراكمة في منطقة الذقن. الجمال الخارجي للوجه، بما في ذلك توزيع الدهون وشكل العظام، يتأثر بعوامل جينية بشكل أساسي، وهذه الأمور لا يمكن تغييرها عبر الحركة المتكررة للفك فقط.

عواقب الإكثار من المضغ

لكن الأمور ليست بهذه البساطة. فالإفراط في مضغ العلكة قد يؤدي إلى نتائج عكسية، حيث يمكن أن يتسبب في تضخم عضلات الفك بشكل غير متوازن، ما يؤدي إلى جعل الوجه يبدو أعرض بدلًا من أن يكون أكثر تحديدًا. إضافة إلى ذلك، فإن الإفراط في المضغ قد يؤدي إلى مشاكل صحية أخرى، مثل اضطرابات في المفاصل الصدغية، أو مشاكل في الهضم نتيجة للضغط المستمر على الجهاز الهضمي، وكذلك الصداع الناجم عن التوتر العضلي.

فوائدها الحقيقية ليست تجميلية

بعيدًا عن الادعاءات التجميلية، للعلكة بعض الفوائد المؤكدة التي تتعلق بالصحة العامة:

• تنشيط إنتاج اللعاب: يساعد مضغ العلكة في تحسين صحة الفم عبر زيادة إنتاج اللعاب الذي يعمل على تنظيف الأسنان من بقايا الطعام.
• تقليل القلق: يمكن أن يساعد مضغ العلكة في تقليل مستويات التوتر والقلق، مما يعزز الشعور بالهدوء والتركيز.
• سد الشهية: في بعض الحالات، قد يساعد مضغ العلكة في تقليل الشهية، ما قد يكون مفيدًا في التحكم بالوزن.

الجمال السريع: هل هو حلاً فعّالاً؟

التركيز على “الجمال السريع” أصبح أكثر إغراءً من أي وقت مضى، ولكن الجمال لا يقتصر فقط على شكل الفك أو مظهر الوجه الخارجي. الجمال الحقيقي يبدأ من الداخل، عبر التغذية السليمة، النوم الجيد، وممارسة أنماط حياة صحية. لذا، لا ينبغي الاعتماد على قطعة علكة لتحقيق الجمال المثالي، بل على رعاية شاملة لجسمك ووجهك.

إلى أن تظهر “ترندات” أخرى، تذكر أن الطريق إلى الجمال ليس مختصرًا في حركات فكك أو قطع العلكة، بل في استثمارك في صحة جسمك وعقلك.