تركيا تخطط لتطوير غواصات نووية..تحول استراتيجي في قدرات البحرية التركية

أعلن قائد القوات البحرية التركية، الأدميرال إركومان تاتلي أوغلو، عن نية بلاده تطوير غواصات تعمل بالطاقة النووية .
وبحسب صحيفة ” ديلي صباح” جاء هذا الإعلان ضمن تصريحات نقلتها أيضا عدة وسائل إعلام،حيث سلطت الضوء على طموحات تركيا في تعزيز قدراتها البحرية من خلال مشروعات طويلة الأمد تشمل أسطول الغواصات.
من غواصات الديزل إلى الطاقة النووية
تخطو تركيا خطوات واثقة نحو تعزيز أسطولها البحري، حيث بدأت مؤخرًا تشغيل أول غواصة من فئة “ريّس” (Reis-class)، وهي غواصات هجومية متطورة مزودة بتقنية الدفع المستقل عن الهواء (AIP)، مما يسمح لها بالبقاء لفترات أطول تحت الماء دون الحاجة إلى التزود بالأوكسجين.
وأشارت صحيفة ديلي صباح إلى أن هذه الغواصات، المبنية بالتعاون مع شركة “تيسين كروب” الألمانية، ستمثل ركيزة أساسية في أسطول الغواصات التركي بحلول عام 2029، مع دخول خمس غواصات إضافية الخدمة.
مشروع “ميلدين” MILDEN: غواصات محلية بتقنيات متقدمة
يتوازى هذا التقدم مع مشروع “ميلدين” (Milli Denizaltı Projesi)، الذي يهدف إلى إنتاج أول غواصة تركية محلية بالكامل.
بحسب تقارير ديلي صباح، بدأت أعمال بناء أول نموذج فعلي في بداية عام 2025، ويُتوقع أن تدخل هذه الغواصات الخدمة خلال العقد المقبل.
غواصات “ميلدين” ستتميز بأنظمة متطورة تشمل الدفع المستقل، ونظم قتال محلية، بالإضافة إلى قدرتها على إطلاق صواريخ كروز “جزغين” (Gezgin) بعيدة المدى، وهو ما يمنح تركيا قدرات هجومية استراتيجية.
الغواصات النووية: طموح جديد في الأفق
تصريحات الأدميرال تاتلي أوغلو حول التوجه نحو غواصات تعمل بالطاقة النووية تُعد تطورًا لافتًا، حيث لم يسبق لتركيا الإعلان رسميًا عن نوايا كهذه. غواصات الطاقة النووية تمنح الدول القدرة على البقاء تحت الماء لعدة أشهر، وتتيح تنفيذ مهام بعيدة المدى بسرعات أعلى من الغواصات التقليدية، مما يعزز من عمق الردع البحري.
لكن هذا الطموح يتطلب بنية تحتية نووية معقدة، ونظم أمان متقدمة، فضلاً عن تدريب كوادر بشرية قادرة على تشغيل وصيانة هذه المنظومات. من غير المتوقع أن يتم هذا التحول في المدى القريب، لكنه يشير إلى رؤية استراتيجية بعيدة المدى تسعى تركيا لتحقيقها في إطار بناء قوة بحرية مؤثرة.
“الوطن الأزرق” كعقيدة بحرية
تأتي هذه الخطوات في إطار عقيدة “الوطن الأزرق” (Mavi Vatan)، التي تتبناها أنقرة لحماية مصالحها في البحار، خصوصًا في شرق البحر المتوسط والبحر الأسود.
إن تطوير قدرات بحرية متقدمة، بما في ذلك الغواصات النووية، يعزز من قدرة تركيا على فرض وجودها العسكري والسياسي في هذه المناطق المتوترة، خاصة في ظل النزاعات البحرية مع اليونان وقبرص.
ترسم تركيا من خلال هذه المشاريع خارطة جديدة لطموحاتها العسكرية البحرية من خلال التوسع في غواصات AIP، وتصنيع غواصات محلية، والتوجه نحو الغواصات النووية، تؤسس أنقرة لبنية تحتية دفاعية متكاملة تجعلها ضمن القوى البحرية الصاعدة إقليميًا وربما عالميًا بحسب صحيفة ديلي صباح .
تركيا تنظر إلى بحريتها ليس فقط كذراع عسكري، بل كأداة استراتيجية لنفوذها الجيوسياسي