الأستراليون يرفضون ثقافة ترامب ويدعون قيادتهم لشجاعة التغيير والإصلاح الوطني
انتخابات 2025 تعكس تحوّلًا ثقافيًا يعيد رسم الهوية الأسترالية الحديثة

لم يكن تصويت الأستراليين في الانتخابات الفيدرالية لعام 2025 مجرد اختيار سياسي، بل كان تعبيرًا واضحًا عن رفضهم لثقافة الحروب الثقافية التي غذّاها دونالد ترامب. عبّر الناخب الأسترالي عن تمسكه بهوية وطنية مستقلة، لا تتماهى مع النماذج الأميركية المتطرفة، ولا تتبنى الليبرالية الفردية على حساب المصلحة العامة.
من المواقف الرمزية إلى التغيير الفعلي
ظهرت علامات رفض الثقافة الترامبية في ردود فعل الأستراليين منذ سنوات، لكنها تجسّدت بوضوح في نتائج الانتخابات. حتى رئيس الوزراء ألبانيزي، الذي واجه صعوبات في بداية مسيرته الخطابية عام 2022، أظهر هذه المرة نضجًا أوضح في التعبير عن خصوصية التجربة الأسترالية، ما قد يمهّد لتحولات سياسية ملموسة.
الثقافة تسبق السياسة بخطوة
لطالما كانت الثقافة الأسترالية أكثر تقدمًا من السياسة. وخير دليل على ذلك هو تطور الخطاب العام، من استخدام مصطلح “غير أسترالي” كإهانة، إلى تبنيه كعلامة على التعددية والاختلاف. إعلان “لحم الخروف” لعام 2023 عبّر عن هذا التحوّل الثقافي بذكاء، مؤكّدًا أن التنوع هو جوهر الهوية الوطنية.
أستراليا كأمة قابلة لإعادة الابتكار
التاريخ الأسترالي مليء بلحظات التجديد السياسي التي احتاجت إلى شجاعة في اتخاذ القرار. تصريحات وزير الخزانة جيم تشالمرز عن الفوز الانتخابي الأخير قد تبدو مبالغًا فيها، لكنها تشير إلى وعي متزايد بأهمية البناء على إرث التجديد الذي بدأ منذ تأسيس الاتحاد.
ماضٍ معقّد لكنه أرضية للنهوض
رغم أن تاريخ أستراليا الرسمي يحمل الكثير من الجوانب المظلمة، مثل سياسات الإقصاء والتمييز، إلا أن التجربة الكلية تبقى مثالًا على القدرة على التقدّم الاقتصادي والاجتماعي. فقد نجحت البلاد في بناء نموذج يُحتذى به عالميًا في الدمج بين العدالة والرفاه.
لحظات تحوّل تستحق الاستعادة
مرت أستراليا بلحظات فارقة، من حكم ويتلام في السبعينيات، إلى التحول النيوليبرالي المعتدل في الثمانينيات. كل مرحلة مثّلت نقطة انعطاف مهمة، أكدت أن الإصلاحات الكبرى لا تأتي دفعة واحدة، بل عبر تراكمات وتجارب متتالية.
المستقبل بأيدي الأستراليين وحدهم
مع تزايد التحديات العالمية – من التغير المناخي إلى انهيار النظام الدولي – أصبح واضحًا أن الأستراليين هم وحدهم من يملكون القدرة والمسؤولية على رسم مسارهم. الرسالة اليوم هي: لا تنتظروا من العالم أن يقودكم، بل كونوا أنتم القادة.
خلاصه: دعوة إلى الشجاعة
كما قالت روز سكوت خلال مناقشات تأسيس الاتحاد:“كونوا جريئين، كونوا جريئين، كونوا جريئين. فالإصلاح صعب، لكنه يستحق العناء.”