"ألبانيزي بعد فوزه الساحق: أولويتي تمثيل المصلحة الوطنية الأسترالية بعيدًا عن السياسة الدولية"
"حكومة ألبانيزي الجديدة تركز على الإصلاحات الاقتصادية وتعزيز رأس المال البشري"

بعد فوزه الساحق في الانتخابات الفدرالية لعام 2025، رفض رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي الانخراط في تساؤلات حول موعد زيارته المحتملة إلى الولايات المتحدة للقاء دونالد ترامب، مؤكداً أن أولويته هي “تمثيل المصلحة الوطنية الأسترالية”، في وقت تتواصل فيه اتصالاته مع قادة دول الجوار والحلفاء الغربيين.
ورغم أن ترامب ألقى بظلاله على حملة المعارضة الائتلافية بقيادة بيتر داتون—الذي خسر مقعده في ديكسون—فإن ألبانيزي أصر على المضي قدماً في جدول أعمال داخلي مزدحم، بعيداً عن استقطابات السياسة الدولية.
حكومة عمالية منضبطة… وأجندة إصلاحية واسعة تبدأ من اليوم الأول
أكد ألبانيزي، في تصريحاته عقب فطور احتفالي في مقهى بسيدني، أن الحكومة العمالية ستواصل التزامها بالانضباط والتنظيم في ولايتها الثانية، كما كانت في ولايتها الأولى.
وأوضح وزير الخزانة جيم تشالمرز أن الأغلبية البرلمانية الواسعة التي حصلت عليها الحكومة ستمكنها من تنفيذ أولوياتها التي تشمل أزمة الإسكان، والتحول إلى الطاقة المتجددة، وزيادة إنتاجية الاقتصاد، بالإضافة إلى قضايا ناشئة مثل الذكاء الاصطناعي.
في صباح اليوم التالي للانتخابات، عاد ألبانيزي إلى كانبيرا لمباشرة مهامه، فيما تلقى تشالمرز أولى الإحاطات من وزارة الخزانة عند الساعة 6:45 صباحاً.
برلمان أكثر تقدمية… ومخاوف من عودة اليمين المتشدد
مع هيمنة العمال على مجلس النواب وتحقيق مكاسب مفاجئة في بعض الدوائر، يتجه البرلمان الأسترالي ليكون من بين الأكثر تقدمية في تاريخه.
واعتبر رئيس الحزب العمالي واين سوان أن هذه النتيجة تشكل “فرصة تاريخية لإعادة تشكيل أستراليا كمجتمع مزدهر ومتساوٍ ويستشرف المستقبل”، محذراً في الوقت نفسه من إمكانية عودة المعارضة في صورة أكثر تطرفاً.
تعزيز رأس المال البشري والرقمي في صلب السياسات الاقتصادية
في رؤية واضحة للمرحلة المقبلة، أكد تشالمرز أن تركيز الحكومة سيتحول من السيطرة على التضخم إلى تعزيز الإنتاجية، عبر سياسات تشمل التعليم، والتكنولوجيا، وسياسات المنافسة، واقتصاد الرعاية.
وقال: “لن تكون النتائج فورية، لكننا نؤسس لتحول اقتصادي طويل الأمد يعتمد على تطوير رأس المال البشري والرقمي”.
الثقافة الترامبية لم تجد صدى… وانتكاسة تاريخية لتحالف اليمين
حاولت شخصيات بارزة في الائتلاف المعارض، من بينها جاكينتا نامبيجينبا برايس، استحضار أسلوب دونالد ترامب عبر شعارات مثل “لنجعل أستراليا عظيمة مجددًا”، إلا أن الناخبين وجهوا رفضاً صريحاً لهذا الخطاب.
ويرى مراقبون أن التحالف اليميني يعاني من حالة “ذبول سياسي”، خصوصاً في المدن الكبرى حيث تقلص تمثيله بشكل لافت، ما يطرح تحديات وجودية أمامه في إعادة البناء.
فوز “يفوق التوقعات”… والحكومة تعد بمزيد من التواضع
وصف تشالمرز النتائج بأنها “تفوق حتى أكثر توقعاتنا تفاؤلاً”، مشيراً إلى أن الفوز يعكس رغبة الأستراليين في الاستقرار وسط الأزمات، وليس لأن الحكومة حلت كل التحديات.
وأضاف: “نحن نعلم أن أمامنا عملاً كبيراً… وعلينا أن نتحلى بالتواضع لأن الأستراليين اختارونا لمواصلة العمل، لا للاحتفال بالنصر فقط”.
قهوة وجيلاتو ووعود جادة: رئيس الوزراء بين الناس بعد الفوز
صباح الأحد، زار ألبانيزي مقهى “بار إيطاليا” في دائرته الانتخابية بغرايندلر، حيث التقى مؤيدين وشاركهم الفطور والجيلاتو، مؤكدًا لأحدهم أن النتيجة “تبعث على التواضع”.
في لفتة عفوية، قال ضاحكًا: “لقد جمعنا أكثر من بضع مقاعد”—في إشارة رمزية إلى المكاسب البرلمانية الواسعة لحزبه.