عربي وعالمي

نتنياهو يتوعد الحوثيين برد قاس بعد استهداف مطار بن غوريون الدولي

تصعيد خطير يُنذر باتساع رقعة المواجهة الإقليمية في الشرق الأوسط

في تطور لافت يعكس اتساع نطاق الصراع الإقليمي المتصل بالحرب على غزة، توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جماعة الحوثي اليمنية برد قوي، بعد سقوط صاروخ باليستي قرب مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب. وأكد نتنياهو أن الرد الإسرائيلي سيكون “في الزمان والمكان الذي تختاره إسرائيل”، مضيفًا أن الرد لن يقتصر على ضربة واحدة، بل سيكون سلسلة من العمليات، كما نشر عبر منصتي “إكس” و”تلغرام”.

هجوم غير مسبوق يستهدف مطاراً حيوياً

أعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن الهجوم، وأفادت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الصاروخ أُطلق من الأراضي اليمنية وسقط في محيط المطار، دون أن تتمكن أنظمة الدفاع الإسرائيلية أو الأميركية من اعتراضه. الانفجار خلّف حفرة كبيرة قرب مدرجات الطائرات، ما أدى إلى تعليق مؤقت لحركة الطيران وحالة من الهلع في صالات المطار، حيث ارتفعت أعمدة الدخان وتم إغلاق المرافق لبعض الوقت.

الهجوم الأخطر منذ بدء استهداف إسرائيل

يُعد هذا الهجوم الأشد منذ بدء الحوثيين استهداف إسرائيل والملاحة الدولية في البحر الأحمر منذ أواخر عام 2023. وقد دفعت هذه الضربة عدة شركات طيران أوروبية وأميركية إلى تعليق رحلاتها إلى تل أبيب، رغم أن بعض هذه الرحلات استُؤنفت مؤخراً بعد الهدنة المؤقتة في غزة.

توقيت الهجوم وعلاقته بالتصعيد في غزة

جاء الهجوم قبل ساعات من اجتماع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي للتصويت على خطط توسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة. وقد تم استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط تحضيرًا لمرحلة جديدة تهدف إلى الضغط على حركة حماس لإطلاق الأسرى، وتعزيز السيطرة الميدانية لتقوية الموقف التفاوضي الإسرائيلي.

وفي السياق ذاته، دعا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى “توسيع قوي” للعملية العسكرية، مشددًا على ضرورة استهداف الإمدادات الأساسية في غزة، ضمن النهج المتشدد الذي تتبناه الحكومة الحالية.

أثر الهجوم على الملاحة الجوية الدولية

أعلنت هيئة مطارات إسرائيل أن هذه أول مرة يسقط فيها صاروخ بهذه المسافة القريبة من مرافق المطار. وأدى الهجوم إلى إصابة ستة أشخاص بجروح تتراوح بين الطفيفة والمتوسطة، حسبما أعلنت خدمات الطوارئ. كما علّقت شركات مثل “لوفتهانزا” و”إير فرانس” و”راين إير” رحلاتها إلى تل أبيب حتى منتصف الأسبوع، في ظل مخاوف من تكرار الاستهداف.

استمرار التصعيد العسكري في غزة

رغم الانشغال برد محتمل على الحوثيين، واصلت الطائرات الإسرائيلية غاراتها على قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل سبعة مدنيين، من بينهم عائلة كاملة، يوم الأحد. كما أعلنت إسرائيل مقتل جنديين آخرين، ليرتفع عدد الجنود القتلى منذ استئناف العمليات في مارس إلى ستة.

وقد بدأت الحرب الحالية في أكتوبر 2023 بعد هجوم حماس المفاجئ على جنوب إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل 1,200 شخص وأسر 250. ومنذ ذلك الوقت، تجاوز عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية في غزة 52,000، معظمهم من المدنيين، وسط أزمة إنسانية خانقة شملت نزوحاً واسعاً ومجاعة متفاقمة.

البعد الإقليمي المتنامي للصراع

تعكس الهجمات الحوثية من اليمن تعقيد المشهد الإقليمي، وربط الحرب في غزة بجبهات أخرى، لا سيما في البحر الأحمر. وقد أعلن الحوثيون أن ضرباتهم تأتي تضامناً مع الفلسطينيين. وكانت الولايات المتحدة قد شنت، في مارس الماضي، ضربات جوية ضد الحوثيين للحد من قدرتهم على تهديد الملاحة البحرية.

من جهته، صرّح المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع، أن مطار بن غوريون “لم يعد آمناً للطيران”، في تحدٍ صريح للمكانة الدولية للمطار كمرفق استراتيجي للنقل الجوي.

مخاطر توسع الصراع إلى جبهات متعددة

تشير المؤشرات إلى أن إسرائيل تواجه الآن واقعًا جديدًا يتسم بتعدد الجبهات: حماس في الجنوب، حزب الله في الشمال، والحوثيون في الجنوب الغربي. ومع دخول المطارات ضمن نطاق التهديد، قد يشهد الصراع توسعًا يعيد رسم خريطة التوازنات الأمنية في الشرق الأوسط.

علياء حسن

علياء حسن صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى