الوكالات

اشتعال الجبهة الهندية الباكستانية والأمم المتحدة تدعو لضبط النفس

مقتل 38 شخصاً على الأقل، في أخطر مواجهة بين الجارتين منذ عقدين.

بعد 15 يوما من هجمات بهلغام التي قتل فيها 25 هنديا في كشمير تبادلت الهند وباكستان ضربات وعمليات عسكرية مساء أمس الثلاثاء وفجر اليوم، أسفرت عن مقتل 34 شخصا على الأقل.

وقالت صحيفة ليبراسيون -في تقرير بقلم لوك ماثيو وأرنو فوليرين- إن تصعيد الخطاب الذي أعقب الهجوم أدى هذه المرة إلى صدام مميت، في واحد من أعنف الاشتباكات العسكرية منذ 25 عاما بين الجارتين اللدودتين في منطقة يتركز فيها خمسسكان العالم وتعيش حالة حرب دائمة.

ما الذي حدث ؟

تبادل الجيشان نيران المدفعية على طول الحدود، وأسفرت الصواريخ الهندية التي أصابت 6 بلدات في كشمير الباكستانية والبنجاب، والقصف المدفعي الذي صاحبها، عن مقتل 26 مدنيا منهم أطفال، وأصيب 46، وفقا للمتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال أحمد شودري.

وأعلنت الهند مقتل 8 أشخاص وإصابة 29 في قرية بونش في كشمير جراء قصف مدفعي، وسمعت انفجارات قوية حول سريناغار المدينة الرئيسية في الجزء الهندي من كشمير، وصرحت نيودلهي صباح اليوم أن 3 مقاتلات تابعة لسلاحها الجوي تحطمت.

وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قد منح جيشه “حرية عملياتية” للرد كما يشاء، بعد أن قرر الأهداف والتوقيت وطريقة الرد على هجوم بهلغام، خلال اجتماع برؤساء أركانه، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وذكرت ليبراسيون أن الهند ردت قبل 6 سنوات بقصف الأراضي الباكستانية جوا، ردا على هجوم أسفر عن مقتل 40 من أفراد القوات شبه العسكرية الهندية، وأعلنت جماعة إسلامية تدعى جيش محمد مسؤوليتها عنه. وردت باكستان بإسقاط طائرة هندية وأسر طيار، قبل أن تتدخل واشنطن آنذاك لوقف التصعيد.

ورأت الصحيفة أن مودي وقتها استغل التوتر واستعرض قوته لدعم حملته الانتخابية قبيل الانتخابات التشريعية لولايته الثانية، كما يقول الباحث في مركز آسيا ومدير الأبحاث الفخري بالمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، جان لوك راسين.

ومع أن العمليات العسكرية اليوم ظلت عند مستوى المناوشات، فقد أطلقت الدولتان إجراءات دبلوماسية انتقامية بالموازاة:

فالحدود مغلقة، والهند ألغت التأشيرات عن المواطنين الباكستانيين، وردت باكستان بإلغاء التأشيرات الممنوحة للهنود، وقررت عدم منح تأشيرات جديدة مع استثناء الحجاج السيخ، كما انتهكت نيودلهي معاهدة تقاسم مياه نهر السند.

أسباب استمرار التصعيد بين البلدين

جاءت الضربات الجوية التي نفذتها الهند رداً على هجوم مسلح دموي وقع في 22 أبريل/نيسان الماضي في بلدة باهالغام السياحية، الواقعة في الجزء الذي تديره الهند من إقليم كشمير. وأسفر الهجوم عن مقتل ما لا يقل عن 26 شخصاً، معظمهم من السيّاح.

وبحسب السلطات الهندية، فتح مسلحون النار على مجموعة من الزوار أثناء تواجدهم في منطقة بايساران، وهي مرج جبلي يقع على بُعد نحو خمسة كيلومترات من باهالغام. وقال بعض الناجين إن المسلحين “استهدفوا رجالاً من أتباع الديانة الهندوسية بشكل خاص”.

في حين نفت باكستان أي علاقة لها بالهجوم، أكدت الشرطة الهندية أن اثنين من المشتبه بهم الأربعة في تنفيذ العملية يحملون الجنسية الباكستانية. ولا تزال قوات الأمن الهندية تواصل عمليات مطاردة المسلحين.

التصعيد لم يقتصر على الضربات الجوية، فقد أعلنت الهند وباكستان عن سلسلة من الإجراءات الانتقامية، شملت إغلاق بعض المعابر الحدودية وتعليق اتفاق لتقاسم مياه الأنهار. كما تبادل الجنود على الجانبين إطلاق نار بالأسلحة الخفيفة في عدة نقاط حدودية.

وكان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي قد تعهّد في وقت سابق بملاحقة منفّذي الهجوم “حتى أقاصي الأرض”.

لصالح من يميل ميزان القوى العسكرية ؟

مع أنه من الصعب تحديد القوة الكاملة لكل جانب، رأت الصحيفة الفرنسية، أن الميزان العسكري بين القوتين الإقليميتين يميل لصالح الهند، حيث يبلغ عدد أفراد جيشها النشط 1.48 مليون. في حين لا يتجاوز الجيش الباكستاني 660 ألفا، كما أن الهند

مجهزة أفضل بالأسلحة والذخيرة والمعدات والمواد مقارنة بجارتها.

أما الترسانة النووية فهي متكافئة تقريبا -وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام- إذ بلغ مخزون الهند من الرؤوس النووية نحو 172 رأسا نوويا عام 2024، وهو ما يتجاوز قليلا مخزون باكستان البالغ 170 رأسا نوويا.

غوتيريش يدعو لأقصى درجات ضبط النفس العسكري بين الهند وباكستان

ومن جانبها، حذرت الأمم المتحدة من أن العالم لا يستطيع تحمل مواجهة عسكرية، خاصة بين دولتين مسلحتين نوويا، كما دعت الصين إلى “تجنب اتخاذ إجراءات من شأنها أن تزيد الوضع تعقيدا” وحثت المسؤولين من كلا البلدين على “ضبط النفس”، حيث صرح غوتيريش بأنه يشعر بقلق بالغ إزاء عمليات الهند العسكرية عبر خط المراقبة والحدود الدولية.

 

إيمان زريقات

إيمان زريقات صحفية سورية متخصصة في القسم الخارجي وتغطية وكالات الأنباء العالمية، ولها خبرة واسعة في متابعة الأخبار الدولية وتقديم تقارير دقيقة وشاملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى