الوكالات

زيلينسكي يتجه إلى إسطنبول ودعوة مفتوحة لبوتين.. مبادرة سلام أم مراوغة دبلوماسية؟

إدانة دولية وتحقيق في كارثة MH17

في تطور لافت على صعيد الأزمة الأوكرانية، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عزمه التوجه إلى مدينة إسطنبول التركية للمشاركة في محادثات سلام محتملة مع الجانب الروسي، موجهاً دعوة مفتوحة لنظيره الروسي فلاديمير بوتين للحضور. في المقابل، لم تصدر الخارجية الروسية حتى الآن أي مؤشر حول إمكانية قبول بوتين لهذا التحدي الدبلوماسي.

من جانبه، لمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إمكانية انضمامه إلى المحادثات في إسطنبول، قادمًا من الشرق الأوسط، حيث يجري سلسلة من اللقاءات. ترامب كان قد دعا إلى لقاء مباشر بين الجانبين الروسي والأوكراني بدلاً من فرض وقف إطلاق نار “مرتجل”، على حد وصفه، مشيراً إلى أن مثل هذه المباحثات ستوضح ما إذا كان التوصل إلى اتفاق ممكناً.

ارتباك أوروبي وتشويش على العقوبات

تدخل ترامب المفاجئ في المشهد أثار استياء بعض العواصم الأوروبية، حيث كانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا قد أجمعت لأول مرة على الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار يبدأ يوم الاثنين. غير أن هذه الدعوة لم تلقَ تجاوبًا من موسكو، التي واصلت عملياتها العسكرية على مختلف جبهات القتال.

في أعقاب موقف ترامب، أعلنت بريطانيا تأجيل الإعلان عن حزمة جديدة من العقوبات كانت مقررة الإثنين، بينما أكد الاتحاد الأوروبي أنه سيمضي قدمًا في إعداد رزمة عقوبات جديدة إذا لم يدخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وفي الولايات المتحدة، صرّح السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام بأن حزمتين من العقوبات جاهزتان، وتحظيان بدعم واسع داخل الكونغرس.

تصعيد عسكري على الأرض

ميدانيًا، ذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن القوات الروسية شنت أكثر من 100 هجوم بطائرات مسيّرة من طراز “شاهد” وطائرات خداعية على الأراضي الأوكرانية خلال ليلة الأحد – الإثنين. كما سجلت اشتباكات عنيفة بلغت 133 مواجهة على خطوط الجبهة حتى مساء الإثنين، أبرزها في إقليم دونيتسك.

في حين أن الرئيس زيلينسكي نقل عن القائد العام للقوات الأوكرانية، أولكسندر سيرسكي، أن القتال الأشد يتركز في الشرق، وبخاصة في دونيتسك، مع تسجيل محاولات توغل روسية من جهة منطقة كورسك الحدودية.

إدانة دولية وتحقيق في كارثة MH17

في سياق منفصل، أصدرت منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) حكماً يقضي بمسؤولية روسيا عن إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية (MH17) في يوليو 2014، في حادث أسفر عن مقتل 298 شخصًا. وذكرت حكومتا هولندا وأستراليا أنه سيتم النظر خلال الأسابيع المقبلة في شكل التعويضات المستحقة، لا سيما وأن مواطني البلدين كانوا من بين الضحايا.

توتر تجاري عند الحدود البولندية

في تطور آخر، عادت الاحتجاجات عند الحدود البولندية الأوكرانية، حيث استأنف المزارعون البولنديون والمتظاهرون إغلاق أحد المعابر الرئيسية، احتجاجًا على ما وصفوه بالمنافسة غير العادلة من المنتجات الأوكرانية. الاحتجاجات تعيد إلى الأذهان أزمة عام 2023 عندما خففت بروكسل القيود على عبور الشاحنات الأوكرانية بعد بدء الغزو الروسي.

خاتمة

المشهد يزداد تعقيدًا بين دعوات للسلام، وتصعيد عسكري، وتضارب في المبادرات الدولية. وفيما تُسلط الأنظار على إسطنبول، تبقى التساؤلات قائمة: هل نحن أمام بداية لحل دبلوماسي فعلي؟ أم أن المحادثات المرتقبة ستكون مجرد جولة جديدة من لعبة الكر والفر السياسية؟

إيمان زريقات

إيمان زريقات صحفية سورية متخصصة في القسم الخارجي وتغطية وكالات الأنباء العالمية، ولها خبرة واسعة في متابعة الأخبار الدولية وتقديم تقارير دقيقة وشاملة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى