الصراع بين الهند وباكستان” تصعيد ينذر بالخطر:ماعلاقة الجماعات الدينية_خاص
الباحث السياسي الدكتور أحمد سلطان يٌدلي بتصريحات خاصة لموقع العالم في دقائق عن رأيه في الصراع بين الهند وباكستان

اشتعل “الصراع بين الهند وباكستان” من جديد بعدما نفذت الأخيرة هجوم مسلح أسفر عن مقتل 26سائحاً في منطقة باهالجام الجزء الأخير الخاصع لسيطرة نيودلهي في إقليم كشمير بتاريخ 22من الشهر الماضي
وعلاوة على ذلك لم تقف الهند عاجزة أمام هذا الحدث المأساوي فقد أقدمت على تنفيذ هجوم أطلقت عليه اسم “عملية سيندور” وهي عبارة عن سلسة من الضربات الدقيقة استطاعت بها الهند من تدمير تسعة قواعد داخل باكستان وفي كشمير في المقابل أسقطت باكستان 5طائرات هندي رداً على هذه الضربات.
ولا يعد هذا “الصراع الدائر بين البلدين” وليد اللحظة لمن يعرف ويتمعن بتاريخ العلاقات بين الهند وباكستان منذ التقسيم العنيف والدموي الذي أدى إلى إحداث الدولتين بعد الإستقلال عن بريطانيا بعام 1947
وإلى الٱن لم تنتهي الخصومة بينهما ووصلت في بعض الأحيان حد الإشتباكات المسلحة
إقليم كشمير…. وأولوية الصراع:
يدور النزاع بالدرجة الأولى حول إقليم كشمير الواقع بسلسلة جبال الهيمالايا ويرغب كل من الهند وباكستان بالسيادة الكاملة عليه مع بقاء السيطرة الفعلية لكل منها على أجزاء مختلفة من الإقليم
دور الخلفيات الدينية في الفترة الممتدة بين الإستقلال إلى اليوم
تم تقسيم البلدين وفق خطوط دينية بعد نيل الإستقلال عن الإحتلال البريطاني حيث أصبحت باكستان ذات الغالبية المسلمة بينما اتخذت الهند نهج الديمقراطية العلمانية لغالبية سكانها الهندوس ونتيجة لترسيم الحدود بين البلدين فقد تم تهجير مايقارب 14مليون شخص وأدى إلى أعمال عنف طائفية راح ضحيتها المليون شخص
تصريحات خاصة لموقع جريدة العالم في دقائق :

كشف الصحفي المصري والباحث السياسي في الحركات الإسلامية والإرهاب الدكتور أحمد سلطان عن تأثير الحركات الدينية في “الصراع الدائر بين البلدين” قائلاً:بالنسبة لي تأثير واضح لهذه الخلفيات في الصراع التاريخي ما بين الهند وباكستان، وهذا يرتبط بطبيعة نشأة الدول الحديثة في كل من البلدين وبالطبح كانت الباكستان جزء من الهند من شبه القارة الهندية.،
فإن السياسات الاستعمارية للاحتلال البريطاني ساهمت في تفتيت الجماعات الإثنية والقومية وتم صوغها في إطار هويات فرعية، ولما جاء الاستقلال سنة 48 انقسمت البلاد إلى الهند وباكستان وباكستان، الشرطية التي تعرف في بنغلادي وانفصلت عن باكستان سنة 71 وكان يعد إنفصالها ديني على أساس المسلمين والهندوس،
و وبالتالي يعتبر العامل الديني مهم جداً فيه هذه المسألة كما تم التمايز بناء على هذا الأمر، ثم تطورت الدول القومية في البلدين لتصل إلى الصورة الحالية
دور الجماعات الدينية: في تأجيج أو تهدئة التوترات
وخلال السنوات الأخيرة لاحظنا نزوع لتطرف الحزب الحاكم في الهند بما يعني تطرف اندوسي قائم على فكرة العداء مع المسلمين على الجانب الٱخر كانت باكستان منذ الاستقلال تدرك فوارق القوة ما بينها وبين الهند سواء القوة الجغرافية ونتيجة لذلك أصبح للاستخبارات في باكستان دور كبير في توظيف هذه الجماعات
من ناحية أخرى يكون لدى الجماعات الهندوسية هي رؤية متطرفة ضد المسلمين، وساهمت خلال السنوات الماضية بإطلاق العديد من الحملات ضد الرموز الإسلامية فقد استهدفت المساجد والحجاب بالإضافة إلى الجزء المحتل من كشمير الذي تمت السيطرة عليه من قبل الجماعات الهندوسية بعد زوال الإحتلال البريطاني باعتباره منطقة حيوية وإقليم استراتيجي فقد يعتبر هو شريان الحياة بالنسبة لباكستان
من جهة ثانية مازال هناك العديد من الجماعات التي بقيت متأثرة بنهج الجهادية وأكثر ما نجد هذا الشيء في باكستان سواء تم توظيفه من الإستخبارات أم كان يعمل وفق أجنداته الخاصة أي أن الطرفان يقومان بتوظيف الإيديولوجيا والعوامل الدينية والجماعات في هذا الصراع الذي لم يحل حتى الٱن.
صراع كشمير : سياسي أم له جذوراً عقائدية متأصلة
ترجع جذور الأزمة بين الهند وباكستان إلى الإستعمار البريطاني الذي لم يترك أرضاً إلا وغرس فتيلة الخراب فيها ثم انسحب تاركاً وراءه الفتيل يشعل دخاناً أسود من الصعب أن ينطفىء
وفي شمال ماكان يعرف بالراج البريطاني كانت تقع جوهرة إستراتيجية تدعى بإقليم كشمير تم بيعه من قبل شركة هندية بما فيها من شعب وأرض وأهل إلى مهرجها الهندوسي غلاب سينج الذي حكم شعبها مع تمهيش واضح للمسلمين .
ظل هذا الحال حتى قررت بريطانبا الإنسحاب من شبه القاره الهندية وطرحت حينها حلاً شكلياً يقضي بتقسيم الأرض إلى أكثر من 560ولاية أميرية على أن تٌمنح الولايات المتحدة حرية الإنضمام إلى الهند الهندوسية أو باكستان الإسلامية
على الرغم من أنها كانت مرشحة للإنضمام إلى باكستان كون غالبية سكانها من المسلمين إلا أن حاكمها الهندوسي سينج اختار إنضمامها إلى الهند. وهذا كان السبب في إشتعال الشرارة بين البلدين.
بدوره صرح الدكتور أحمد سلطان عن طبيعة الصراع قائلاً: بالطبع “الصراع في كشمير” هو صراع سياسي له جذور عقائدية، لو انتهت الصراعات السياسية تنتهي هذه المشكلة،وهو ما لا تريده الهند ولن تقبل به، ولن تكون هناك تسوية دائمة خاصة في ظل الصعود المتطرفين في الحكم في الهندية
كيف تنعكس العلاقات مع باكستان:
بحسب رأيه قال الدكتور أحمد سلطان: أنه هو نوع من التمسك بالهوية الإسلامية عند الباكستانيين هو إدراك نفسهم من منطلق الٱخر وهم الهندوس وإلا في الطبيعي في الدولة الباكستانية المقصد هنا منظومة الحكم والسلطة بطبيعة علمانية بحتة من دون أن يكون هناك مجال للدين لكن يتم توظيفه وفقاً لطبيعة هذا الصراع وبالتالي إن هذا التصاعد لطبيعة النزعات القومية المتطرفة سوف يسهم في تأجيج هذا الصراع
توظيف الخطاب الديني لبناء مسار السلام:
وفي الختام عبر الدكتور أحمد عن رأيه بهذا الموضوع بالقول:كل الأديان السماوية تدعو إلى السلام وهدفها إصلاح البشرية وليس الهدم.
فالخطاب الديني حتى في الأديان البشرية يمكن القيام به على قيم التسامح والعدل والتعايش المشترك من أجل حل الصراع وبحسب مت قلنا سابقاً أنه صراع سياسي يتم توظيف الدين به وبالتالي فإن توظيف الدين بطريقة مغايرة لابد أن يبدأ بإرادة سياسية وإلا فإن الكثير من الأديان تطوع لخدمة المصالح السياسية