حوادث وقضايا

هل تُحدّد المحكمة العليا حدود سلطة القضاة الفيدراليين في إيقاف السياسات الوطنية؟

نقاش قانوني حاسم حول صلاحيات القضاء وتأثيره على سياسات المواطنة بالولادة

رغم أن القضية المطروحة أمام المحكمة العليا الأمريكية هذا الأسبوع أثارت اهتمامًا وطنيًا واسعًا لارتباطها بحق المواطنة بالولادة، إلا أن المحكمة لم تصل بعد إلى مناقشة هذه المسألة الجوهرية. ففي حين أن الجدل العام يدور حول ما إذا كان من حق الأطفال المولودين في الولايات المتحدة لأبوين مهاجرين غير شرعيين أو مقيمين مؤقتين نيل الجنسية تلقائيًا، إلا أن القضية التي تنظر فيها المحكمة تركز على جانب قانوني مختلف.

جوهر القضية: الأوامر القضائية الوطنية

القضية المطروحة أمام المحكمة تدور حول نقطة قانونية ضيقة لكنها بالغة الأهمية: هل يمتلك قاضٍ فيدرالي واحد الصلاحية لإصدار أمر قضائي وطني يُوقف تنفيذ سياسة فيدرالية على مستوى البلاد؟ هذه الأوامر القضائية تُستخدم منذ سنوات لوقف سياسات صادرة عن إدارات جمهورية وديمقراطية على حد سواء، لكنها أثارت خلافات كبيرة قانونيًا وسياسيًا.

أطراف القضية: دفاع وهجوم على الأداة القضائية

في جلسة الاستماع، سيُقدِّم المحامي العام د. جون ساور مرافعاته، إلى جانب ممثلين عن ولاية نيوجيرسي وجماعات مدافعة عن حقوق المهاجرين. هدفهم سيكون إما الدفاع عن شرعية الأوامر القضائية الوطنية أو الطعن في استخدامها باعتبارها تجاوزًا للصلاحيات القضائية.

الخلفية الأوسع: صراع بين السلطتين التنفيذية والقضائية

رغم أن القضية لا تتعلق مباشرةً بحق المواطنة بالولادة، إلا أن التعديل الرابع عشر للدستور قد يُطرح ضمن النقاش. وفي حال رفض المحكمة لفكرة الأوامر القضائية الوطنية، فقد يؤدي ذلك إلى مشهد قانوني متضارب، حيث تُحظر سياسات فيدرالية في بعض الولايات بينما تُنفذ في ولايات أخرى، ما يخلق حالة من الارتباك وعدم الاتساق.

مخاوف قضائية: انتقادات من داخل المحكمة العليا

بعض قضاة المحكمة العليا أعربوا عن شكوكهم في مدى فاعلية وجدوى هذه الأوامر. القاضي نيل غورسوتش وصفها في السابق بأنها “غير قابلة للتنفيذ” ومثيرة لـ”الفوضى”. القاضي صموئيل أليتو، ومعه القضاة غورسوتش وتوماس وكافانو، حذّروا كذلك من أن هذه الأوامر تمنح قضاة المقاطعات “سلطة مطلقة” لا تتناسب مع دورهم.

الرؤية الأكاديمية: مؤيدون ومعارضون للأوامر الوطنية

المدافعة عن الأوامر القضائية الوطنية، ميلا سوهوني، أستاذة القانون في جامعة ستانفورد، ترى أنها ضرورية لتفادي تضارب القوانين خلال فترة النظر في الطعون. وترى أن غيابها سيؤدي إلى واقع قانوني مختلف من ولاية لأخرى.

في المقابل، يرى معارضو هذه الأوامر، مثل مكتب المدعي العام لولاية فرجينيا الغربية، أنها تمثل تجاوزًا لصلاحيات القضاء، وتُضعف سلطة الولايات، وتخلق بيئة قانونية غير مستقرة.

الآفاق المستقبلية: المواطنة بالولادة قادمة في الطريق

رغم أن القضية الحالية لن تحسم مسألة حق المواطنة بالولادة، إلا أنها تمهد الطريق لصراعات قانونية مستقبلية قد تصل إلى المحكمة العليا لاحقًا. لا تزال الطعون المباشرة في الأمر التنفيذي لترامب في مراحلها الأولى، لكن عندما تُعرض على المحكمة، ستكون مسألة المواطنة بالولادة في قلب النقاش،وسيتعين على القضاة حينها حسمها بشكل مباشر.

 

علياء حسن

علياء حسن صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى