كشفت وكالة “أسوشيتد برس” في تحقيق صحفي موسع أن الجيش الإسرائيلي يُتهم بممارسة منهجية لاستخدام المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية خلال عملياته العسكرية المتواصلة في قطاع غزة منذ 19 شهرًا، وهي ممارسة يحظرها القانون الدولي. وقالت الوكالة إنها تحدثت إلى سبعة فلسطينيين تعرضوا لهذه الانتهاكات، بالإضافة إلى جنديين إسرائيليين أكدا انخراطهما شخصيًا في هذه الأفعال.
بحسب الشهادات، يتم إجبار المدنيين على دخول مبانٍ وأنفاق يشتبه في احتوائها على متفجرات أو مسلحين، ما يعرضهم لخطر الموت المحقق. وفي ردها على هذه الاتهامات، زعمت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أنها “تحظر بشكل صارم” استخدام المدنيين كدروع بشرية، متهمة حركة حماس بأنها من تنتهج هذه الأساليب، ومحملةً إياها المسؤولية عن الأعداد الكبيرة من القتلى المدنيين في غزة.
ومع ذلك، لم توفر إسرائيل أي تفاصيل حول التحقيقات التي تقول إنها فتحتها في بعض الحالات، كما امتنعت عن الإجابة عن أسئلة تتعلق بمدى انتشار هذه الممارسة أو صدور أوامر رسمية بها. وذكّرت منظمات حقوقية بأن المحكمة العليا الإسرائيلية كانت قد حظرت هذه الممارسة منذ عام 2005، إلا أن الانتهاكات استمرت رغم ذلك.
حصيلة دموية وتصاعد في الغارات
أعلنت فرق الدفاع المدني في غزة عن مقتل 15 فلسطينيًا على الأقل، بينهم عائلة كاملة، جراء ضربات جوية إسرائيلية استهدفت عدة مناطق في القطاع يوم السبت. وقال المتحدث محمود البسال إن طائرة مسيرة استهدفت حشدًا من المواطنين كانوا ينتظرون شاحنات الإغاثة غرب خان يونس، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص. في الوقت نفسه، صرّح الجيش الإسرائيلي بأنه شن غارات على أكثر من 100 هدف في غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، بما في ذلك “عناصر في تنظيمات إرهابية، وبنى تحتية عسكرية وأنفاق”.
كارثة إنسانية مستمرة وتحذيرات دولية
في تقريرها الأخير، أكدت الأمم المتحدة أن حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة لا يزال غير كافٍ لمواجهة الاحتياجات المتفاقمة. وأشارت إلى أن النقص الحاد في الغذاء والدواء تسبب في “حرمان شديد” للسكان. من جهته، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن غزة تشهد “المرحلة الأكثر قسوة من الحرب”، مضيفًا أن إسرائيل مطالبة بالسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية فورًا.
وفي حادثة جديدة تبرز عمق الأزمة، تعرض مستشفى “العودة” شمالي غزة لهجوم تسبب في اشتعال خيام الفرز الطبي وإتلاف كافة المستلزمات الطبية الموجودة بالمخزن، بالإضافة إلى تدمير سيارات الإسعاف في الطابق السفلي.
تحركات سياسية وميدانية في المنطقة
أفادت مصادر بأن قوات الاحتلال قتلت فلسطينيًا حاول تنفيذ عملية طعن قرب حاجز عسكري جنوب الضفة الغربية.
تنظم مظاهرات مساء السبت في إسرائيل للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، يقودها “منتدى عائلات المختطفين والمفقودين”.
قالت منظمة الأغذية العالمية إن 15 شاحنة مساعدات تابعة لها تعرضت للنهب أثناء توجهها إلى المخابز المدعومة من المنظمة.
أعلن الدفاع المدني في غزة أن عدد الضحايا جراء الغارات الإسرائيلية الجمعة بلغ 71 قتيلًا، بالإضافة إلى عشرات الجرحى والمفقودين تحت الأنقاض.
تطورات إقليمية إضافية
أعلنت وزارة الخارجية السورية ترحيبها برفع بعض العقوبات الأمريكية، ووصفت القرار بأنه “خطوة إيجابية” بعد سنوات من الضغط.
في اليمن، قالت مصادر أمنية إن غارة يُعتقد أنها أمريكية قتلت خمسة من عناصر تنظيم القاعدة في الجنوب.
الاتحاد الإفريقي دعا إلى وقف دائم وغير مشروط لإطلاق النار في ليبيا بعد مواجهات دامية في طرابلس.
ضغط داخلي وخارجي على الحكومة البريطانية للاعتراف بدولة فلسطين في مؤتمر الأمم المتحدة المقبل.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التقى الرئيس السوري أحمد الشرع في إسطنبول في تطور دبلوماسي لافت.
