مقالات وآراء

من صورة على إنستجرام إلى حقيقة علمية: هل سنرى رجالًا حوامل قريبًا؟

قبل أيام، اجتاحت صورة “أحمد الفاتح” مواقع التواصل، وهو يظهر ببطن منتفخة كأنّه رجل حامل، في جلسة تصوير هدفها الواضح كان إثارة النقاش حول الأدوار الجندرية والقدرة الجسدية،  الصورة لم تمرّ مرور الكرام، بل أشعلت جدلًا واسعًا بين من رأى فيها سخرية من الأمومة، ومن اعتبرها صرخة فنية تسأل: ماذا لو؟

لكن ما بدا وكأنه مجرد ترند، تحوّل سريعًا إلى فاجعة، حين أُعلن عن وفاة أحمد الفاتح في ظروف لم تتضح بالكامل بعد، وسط حالة من الصدمة والحزن على منصات التواصل. الخبر غيّر زاوية النظر إلى القصة برمتها: من الجدل إلى التأمل، ومن السخرية إلى التعاطف.

الآن، وقد غاب أحمد، لم يعد السؤال فقط عن شكل الجسد، بل عن تحمّله، فهل كان الجدل سيتخذ هذا الحجم، لو أن صاحب الصورة لم يكن رجلًا؟ وهل جسد الرجل، بكل ما يحمله من اختلافات بيولوجية، قادر فعلًا على تحمّل تجربة الحمل إن أصبحت ممكنة علميًا؟

العلم يتقدّم: حمل الرجال لم يعد خيالًا

بعيدًا عن السوشيال ميديا، يدور في أروقة مراكز الأبحاث حول العالم نقاش جاد: هل يمكن فعلًا أن يحمل رجل يومًا ما؟ الإجابة: نعم، والوقت أقرب مما نعتقد.

خلال السنوات الماضية، نجح الأطباء في زراعة أرحام لدى نساء وُلدن من دون رحم – وتمكنّ من الحمل والولادة فعلًا. واحدة من هذه التجارب الناجحة حدثت في السويد عام 2014، وكانت بداية تحول ضخم في الطب الإنجابي.

وفي مؤتمر طبي حديث بالولايات المتحدة، صرّح الدكتور “بولسون”، رئيس الجمعية الأمريكية للطب الإنجابي، بأن زراعة الرحم في جسم رجل لم تعد فكرة مستحيلة، بل قد تصبح واقعًا خلال السنوات القادمة.

لكن… كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ 

إذا تمكّن الأطباء من زراعة رحم في جسم رجل، فإن هناك عدة تحديات:

  • يحتاج جسم الرجل لجرعات من الهرمونات لمحاكاة الحمل الطبيعي.
  • الولادة لن تكون طبيعية، بل لا بد أن تتم بعملية قيصرية.
  • العملية نفسها معقدة جدًا، وتستغرق أكثر من 10 ساعات، وتتطلب تجهيزات دقيقة ومتبرعًا مناسبًا.

وعلى الرغم من التحديات، فإن الأوساط الطبية تعتبر أن التجارب السابقة مع النساء تمنح أملًا حقيقيًا لإجراء هذه العمليات للرجال في المستقبل القريب.

السوشيال ميديا تسبق الطب؟

ربما لم يقصد أحمد الفاتح أن يثير هذا الجدل العلمي، وربما لم يكن يدري أن صورته ستقودنا لهذا النقاش الكبير. لكن ما فعله يعكس شيئًا أعمق: تغير نظرتنا للجسد، وللنوع، ولما هو “طبيعي”.

بين الجرأة، والخيال، والتقدم العلمي… أصبحت الحدود أكثر ضبابية من أي وقت مضى.

ما الذي يعنيه هذا لنا؟

بالنسبة للبعض، هذه التطورات تمثل خطرًا على المفاهيم التقليدية.
وبالنسبة لآخرين، هي انتصار للعلم وحرية الفرد.

لكن المؤكد أن الطب لا يتوقف، وأن ما كان يُعد خيالًا أمس، قد يصبح أمرًا واقعًا غدًا.
وربما، في المستقبل القريب، نشهد أول رجل في العالم العربي يخوض تجربة الحمل،  لا كصورة على إنستجرام، بل كحقيقة طبية موثقة.

 

ياسمين خليل

ياسمين خليل، حاصلة على ليسانس آداب قسم علوم الاتصال والإعلام، تتمتع بخبرة في إدارة المحتوى والتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب مهاراتها في الإعلام والعلاقات العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى