الصحة والتعليم

هل تحقق النماذج المتعددة تكافؤ الفرص؟.. رودي نبيل يكشف كواليس امتحانات النقل 2025 وأزمات الغش

امتحانات النقل بروفة للثانوية العامة؟.. مخاوف حقيقية قبل الماراثون

في ظل التحديات التي تواجه امتحانات النقل وتداول الامتحانات، توضح رودي نبيل، مؤسس جروب “معًا لغدٍ مشرق للتعليم” وأدمن جروب “حوار مجتمعي تربوي”، رؤيتها حول مدى تكافؤ الفرص في الامتحانات، والصعوبات التي تواجه الطلاب، بالإضافة إلى توقعاتها بشأن قدرة الوزارة على مواجهة ظاهرة تداول الامتحانات قبل انطلاق ماراثون الثانوية العامة، كما تقدم روشتة حلول جادة قبل انطلاق ماراثون الثانوية المرتقب.

لماذا لجأت الوزارة إلى نظام النماذج المتعددة؟

بدايةً، تؤكد “رودي نبيل” أن النية الطيبة حاضرة في قرار الوزارة، وتقول: “نظام النماذج المتعددة هدفه المعلن كان محاربة الغش وتحقيق الانضباط داخل اللجان، وهذا في حد ذاته تطور في أسلوب التقييم، لكن المشكلة ليست في الهدف بل في آليات التنفيذ”.

وتتابع “الفكرة تقوم على توزيع طلاب اللجنة الواحدة على نماذج مختلفة من نفس الامتحان، تختلف أحيانًا في الترتيب، وأحيانًا أخرى في الصياغة، مع وعود بأن يكون مستوى الأسئلة موحدًا. لكن الحقيقة أن الواقع شهد تفاوتًا ملحوظًا”.

هل تحققت العدالة؟ تكافؤ الفرص تحت المجهر؟

وحول سؤالنا عن مدى تحقيق تكافؤ الفرص، تقول رودي نبيل: “للأسف، شكاوى كثيرة وصلت من طلاب وأولياء أمور حول وجود نماذج أصعب من أخرى، وهذا يتعارض تمامًا مع مفهوم العدالة التعليمية”.

وتضيف “من المفترض أن تكون النماذج المختلفة متساوية في المستوى، ولكن الواقع كشف عن تفاوت كبير في الصعوبة، وبعض النماذج احتوت على أسئلة مباشرة وسهلة، بينما احتوت أخرى على أسئلة معقدة وغير مفهومة”.

الغش.. هل انتهى فعلاً؟

تؤكد “رودي” أن تجربة النماذج المتعددة قللت بالفعل من حالات الغش في بعض المدارس، لكنه يشير إلى أن القضاء على الظاهرة لم يتحقق بعد، ويقول: “هناك مدارس رصدت انخفاضًا ملحوظًا في محاولات الغش، ولكن على الجانب الآخر ظهرت حالات تداول فعلي، وبعض الصور تم تداولها عبر مواقع التواصل رغم المراقبة المشددة”.

وتتابع “هذا يطرح تساؤلات حول قدرة المراقبين على ضبط اللجان، ومدى فعالية الوسائل المستخدمة حاليًا، وهل نحتاج إلى حلول مبتكرة خارج الصندوق؟”

التفاوت بين النماذج.. أزمة لا يمكن تجاهلها

تقول رودي نبيل “أخطر ما واجهناه هو تباين مستوى الأسئلة بين النماذج. من وجهة نظري، الحل الأنسب يكون في استخدام نفس الأسئلة، لكن مع تغيير ترتيبها فقط”.

وتشرح “عندما يرى الطالب زميله يخرج من اللجنة مرتاحًا لأنه حصل على نموذج أسهل – حسب رأيه – يبدأ الإحباط والمقارنة، ويتولد شعور بالظلم، مما يؤدي لفقدان الثقة في النظام ككل”.

الأثر النفسي على الطلاب.. أزمة صامتة داخل اللجان

تشير مؤسس جروب “معًا لغدٍ مشرق للتعليم” إلى أن كثيرًا من الطلاب خرجوا من اللجان وهم يشعرون بالانهيار النفسي، ويعلق “مشهد الطالب اللي بيخرج من اللجنة باكيًا، لأنه حاسس إن النموذج بتاعه أصعب، في مقابل زميله اللي بيضحك ويقول كان سهل، هو مشهد بيتكرر في كل لجنة تقريبًا”.

وتتابع “ده بيعمل إحباط كبير – مقارنة – فقدان ثقة في النظام – قلق نفسي، وكل ده بينعكس على التحصيل الدراسي وعلى استقرار الطالب العقلي في الفترة القادمة”.

هل النتائج الأكاديمية ستُظلم بسبب تفاوت النماذج؟

بحسب رودي نبيل، فإن تفاوت النماذج لا يؤثر فقط نفسيًا، بل أيضًا يؤثر على دقة النتائج الأكاديمية، وتقول “لما كل طالب يكون حل نموذج مختلف في المستوى، تبقى النتيجة النهائية مش معبرة عن مستوى الطالب الحقيقي”.

وتضيف “هتشوف وقت النتيجة حالات كتيرة بتشتكي، وكل حد جايب درجة ضعيفة هيقول: النموذج بتاعي كان صعب، وده هيخلق أزمة ثقة في العدالة التعليمية”

هل ما حدث بروفة لامتحانات الثانوية العامة 2025؟

وحول ما إذا كانت امتحانات النقل هذا العام تعتبر نموذجًا مصغرًا لما سيحدث في الثانوية العامة، تجيب رودي نبيل “أيوه، إحنا قدام بروفة حقيقية للثانوية. ولو الوزارة ما عالجتش المشاكل اللي حصلت، فماراثون الثانوية هيبدأ وسط قلق وتوتر وسيناريوهات معروفة ومتكررة”

وتتابع: “نحتاج حلول خارج الصندوق، لأن الحلول التقليدية لم تعد مجدية”.

تداول الامتحانات.. ومخاوف الطلاب لا تنتهي

رغم محاولات الوزارة في تشديد الرقابة، إلا أن صورًا لبعض نماذج الامتحانات ظهرت على منصات الغش، وهو ما يزيد من حالة التوتر بين الطلاب، وتقول رودي: “بعض الصور حقيقية وبعضها مفبرك، لكن النتيجة واحدة: الطالب فقد ثقته في سرية الامتحانات، ودي كارثة لازم الوزارة تتحرك عشان تتفاداها قبل امتحانات الثانوية”.

ما الحلول قبل فوات الأوان؟

يطرح رودي نبيل مجموعة من الحلول المقترحة لمعالجة الأزمة، ويؤكد أن الحلول ممكنة إذا وُجدت الإرادة:

تشكيل لجنة مراجعة مستقلة لمقارنة النماذج وضبط مستواها.

إعلان آلية توزيع النماذج بشفافية تامة.

دراسة الأثر النفسي والتربوي لتفاوت النماذج، والعمل على تداركه.

تشديد الرقابة، لكن بحكمة، دون اللجوء للعقاب الجماعي.

بين الواقع والمأمول.. هل نحقق العدالة في الامتحانات؟

تختم رودي نبيل حديثه قائلة “الناس كلها بتدور على امتحان عادل، مش سهل ولا صعب، لكن منضبط ومحايد”.

وتضيف “أنا شايف نشاط الوزير واضح، وحرصه على التطوير لا ينكره أحد، لكننا نتمنى أن تكون الخطوات في الاتجاه الصحيح. الطلاب وأولياء الأمور هم عين الوزارة الحقيقية، ولازم يتم الاستماع إليهم لتعديل المسار قبل ما نوصل للثانوية العامة”.

خلود عاشور

خلود عاشور صحفية متخصصة تحمل شهادة في اللغة العربية من كلية دار العلوم، وتتمتع بخبرة راسخة في الصحافة الإلكترونية. على مدار مسيرتها المهنية، تعاونت مع عدد من أبرز المنصات الإخبارية المتخصصة، وكرّست جهدها لتغطية ملفات التعليم بكل أبعادها. تُعرف بأسلوبها التحليلي الدقيق وقدرتها الاستثنائية على تبسيط القضايا التعليمية المعقدة، ما رسّخ مكانتها كمصدر موثوق ومؤثر لدى جمهور واسع من القراء والمهتمين بالشأن التعليمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى