حوادث وقضايا

مصرع أكثر من 115 شخصًا جراء فيضانات وسط نيجيريا: بلدة موكوا تحت المياه ومئات المنازل مدمّرة

لقي ما لا يقل عن 115 شخصًا مصرعهم فيما لا يزال عدد من الأشخاص في عداد المفقودين، بعد هطول أمطار غزيرة تسببت في فيضانات عارمة اجتاحت ولاية النيجر بوسط نيجيريا، وفق ما أعلنته السلطات المحلية يوم الجمعة.

وقد بدأت الأمطار الغزيرة مساء الأربعاء واستمرت حتى صباح الخميس، ما أدى إلى غمر بلدة موكوا بالكامل بالمياه. وأوضح المتحدث باسم وكالة إدارة الطوارئ في الولاية، إبراهيم عودو حسين، أن فرق الإنقاذ ما زالت تواصل عمليات البحث عن ناجين وانتشال الجثث حتى مساء الجمعة.

وقال حسين لوكالة الأنباء الفرنسية: “تمكنا حتى الآن من انتشال 115 جثة، ونتوقع العثور على المزيد، إذ إن الفيضانات جاءت من مناطق بعيدة وجرفت السكان إلى نهر النيجر، ولا تزال فرق الإنقاذ تكتشف جثثًا في مناطق مختلفة على مجرى النهر”. وأشار إلى أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع في ظل استمرار جهود الإنقاذ.

وأضاف حسين أن أكثر من 3,000 منزل قد غمرتها المياه، في كارثة إنسانية تُعد من بين الأسوأ التي ضربت المنطقة في الآونة الأخيرة.

تقع بلدة موكوا على بُعد نحو 370 كيلومترًا غرب العاصمة أبوجا، وتُعد مركزًا تجاريًا مهمًا في ولاية النيجر، حيث تمر عبرها شاحنات نقل ثقيلة محمّلة بالبضائع نحو مناطق أخرى في البلاد.

تزامنت الكارثة مع تحذير صادر عن هيئة الأرصاد الجوية النيجيرية، التي توقعت هبوب عواصف عنيفة في العاصمة أبوجا و14 ولاية نيجيرية أخرى، من بينها ولاية النيجر، ضمن موسم الأمطار الذي يمتد عادة من أبريل حتى أكتوبر.

وتُعد ولاية النيجر أكبر ولايات نيجيريا من حيث المساحة، وتضم ثلاثة سدود رئيسية تُعد من الركائز الحيوية في شبكة الكهرباء النيجيرية: سد كينجي، وسد جيبا، وسد شيرورو، إلى جانب سد رابع لا يزال قيد الإنشاء. وقد زادت هذه المنشآت من حساسية المنطقة تجاه مخاطر الفيضانات.

وكانت الفيضانات قد ضربت الولاية في أبريل الماضي، عندما تسببت المياه المنبعثة من أحد السدود في تدمير أكثر من 5,000 مزرعة في نحو 30 مجتمعًا محليًا، من بينها بلدة موكوا. وتُظهر التقارير المحلية أن فيضانات هذا الأسبوع تُعد السادسة التي تشهدها الولاية منذ بداية العام الجاري.

يُذكر أن فيضانات عام 2022 في نيجيريا أسفرت عن مقتل أكثر من 600 شخص، وتشريد نحو 1.4 مليون نسمة، وتدمير ما يقرب من 440,000 هكتار من الأراضي الزراعية، مما يُبرز حجم التحديات المناخية والبيئية التي تواجهها البلاد.

محمود فرحان

محمود أمين فرحان، صحفي متخصص في الشؤون الدولية، لا سيما الملف الروسي الأوكراني. عمل في مؤسسات إعلامية محلية ودولية، وتولى إدارة محتوى في مواقع إخبارية مثل "أخباري24" والموقع الألماني "News Online"، وغيرهم, حيث قاد فرق التحرير وواكب التغيرات المتسارعة في المشهد الإعلامي العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى