عربي وعالمي

مجزرة مروعة في غزة: مقتل مدنيين أثناء استلام مساعدات غذائية إسرائيلية

شهود عيان يؤكدون إطلاق النار من قوات إسرائيلية على حشود مدنية قرب رفح

في واقعة مأساوية جديدة تسلط الضوء على تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، أفادت مصادر طبية وشهود عيان بمقتل أكثر من 30 فلسطينياً صباح الأحد، إثر إطلاق نار من القوات الإسرائيلية، بينما كان الضحايا يتجهون نحو نقطة لتوزيع المساعدات الغذائية تديرها “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة من إسرائيل قرب دوار العلم في رفح.

حصيلة الضحايا: أرقام صادمة من الميدان والمستشفيات

أعلنت فرق الهلال الأحمر الفلسطيني أنها انتشلت جثث 23 شهيداً، وقدمت الإسعافات الأولية لـ23 جريحاً في موقع الحادث، بينما أكدت مصادر في مستشفى ناصر وصول 31 جثة وعشرات المصابين. كما أُبلغ عن إصابة 14 شخصاً آخرين في موقع مساعدات منفصل بوسط القطاع.

روايات شهود العيان: “المجزرة” كما حدثت

شهادات من موقع الحادث وصفت ما جرى بأنه “مجزرة”. قال إبراهيم أبو سعود (40 عاماً) إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على المدنيين من مسافة تقارب 300 متر. أما محمد أبو تيما (33 عاماً) فأوضح أن النيران انهمرت على الحشود قبيل الفجر، مشيراً إلى مقتل قريبه وإصابة أحد أفراد عائلته. وأكد عمرو أبو طيبة أن إطلاق النار جاء من جهات متعددة، منها الزوارق الحربية والدبابات والطائرات المسيّرة.

رد الجيش الإسرائيلي: نفي وفتح تحقيق

أصدرت القوات الإسرائيلية بياناً نفت فيه علمها بوقوع إصابات بنيرانها في الموقع، مؤكدة أنها باشرت تحقيقاً في الحادث. من جانبها، ذكرت “مؤسسة غزة الإنسانية” أن عملية توزيع المساعدات صباح الأحد سارت بهدوء، نافية حدوث فوضى أو إطلاق نار. وكانت المؤسسة قد تعرضت سابقاً لاتهامات مشابهة من حركة حماس.

مساعدات محفوفة بالمخاطر: الجوع تحت الحصار 

يعيش قطاع غزة تحت حصار شامل فرضته إسرائيل منذ مارس، بدعوى منع وصول المساعدات إلى حركة حماس. وحذرت لجنة “آي بي سي” الدولية من مجاعة تهدد نصف مليون شخص، ووجود أكثر من 70 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد، منهم 14 ألفاً في حالة حرجة. واعتبرت منظمات أممية، منها الأونروا، أن نموذج توزيع المساعدات المدعوم أميركياً غير آمن ويستغل سياسياً.

المفاوضات في مأزق: تهدئة معلقة ورهائن

تزامنت المجزرة مع تعثر في مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحماس، رغم إشارات سابقة إلى إمكانية التوصل لاتفاق. قدمت حماس تعديلات على مبادرة أميركية تتضمن وقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً، مقابل إطلاق سراح رهائن ومعتقلين. لكن واشنطن وصفت الرد بـ”غير المقبول”، بينما ردت حماس بأن اقتراحاتها تهدف لإنهاء الحرب. وأكدت إسرائيل موافقتها على المقترح، لكنها اتهمت حماس بالمماطلة.

خلاصه: المدنيون يدفعون الثمن في ظل الانقسام

تأتي هذه المجزرة ضمن سلسلة طويلة من الكوارث التي لحقت بالقطاع منذ بداية الحرب، حيث لم تقتصر الخسائر على الأرواح، بل شملت أيضاً البنية التحتية والنظام الصحي والأمن الغذائي. ومع استمرار الانسداد السياسي وتبادل الاتهامات بين الأطراف، يبقى المدنيون وحدهم يدفعون الثمن في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.

 

علياء حسن

علياء حسن صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى