الصحة والتعليم

لقاح كوفيد-19 في خريف 2025.. من المؤهل للحصول عليه؟ ولماذا يسود الارتباك؟

بين التوصيات المتغيرة والتخوفات العامة.. طرح الجرعة الجديدة يثير التساؤلات حول الفئات المستهدفة وفعالية اللقاح

مع اقتراب خريف 2025، تعود إلى الواجهة مجدداً قضية لقاح كوفيد-19، حيث بدأت وزارات الصحة حول العالم في الإعداد لحملة تطعيم جديدة، مستهدفة فئات محددة من السكان. ورغم توفر اللقاح بنسخته المحدّثة التي تستهدف المتحورات الجديدة، فإن حالة من الارتباك والجدل تسود بين المواطنين وحتى بعض الأطباء حول من ينبغي عليه تلقي الجرعة، وما دواعي ذلك.

تحديثات اللقاح: جيل جديد لمتحورات جديدة

تشير التقارير الصادرة عن هيئات الصحة، مثل منظمة الصحة العالمية وهيئات الأدوية الأوروبية والأمريكية، إلى أن اللقاحات الجديدة تم تطويرها خصيصاً لتوفير حماية أفضل ضد المتحورات المنتشرة حالياً، والتي تختلف جزئياً عن تلك التي سادت في الأعوام السابقة.

والنسخة المحدّثة تستند إلى تركيبة أكثر ملاءمة لمتحور XBB.1.5 ومشتقاته، مما يعزز الفعالية لدى الفئات المعرضة للخطر.

 

من المؤهل للحصول على اللقاح في خريف 2025؟

وفقاً للتوصيات الصحية الأخيرة، فإن الفئات التالية هي الأجدر بالحصول على الجرعة الجديدة:

كبار السن فوق 60 عاماً.

الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة مثل السكري، وأمراض القلب، والرئة.

العاملون في الرعاية الصحية والمرافق الطبية.

النساء الحوامل.

الأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة، بما في ذلك متلقو زراعة الأعضاء أو مرضى السرطان.

المقيمون في دور الرعاية والمسنين.

أما الأشخاص الأصحاء دون عوامل خطر واضحة، فقد تُرك القرار في بعض البلدان لتقدير الطبيب أو الرغبة الفردية، وهو ما ساهم في زيادة الارتباك والتباين في المواقف.

ما سبب الارتباك؟

الارتباك حول حملة التطعيم هذا العام يعود إلى عدة عوامل:

1. تغير التوصيات من عام إلى آخر، مما يدفع البعض للتشكيك في ضرورة الجرعة الجديدة.

2. التحسن النسبي في الوضع الوبائي مقارنة بالسنوات الأولى للجائحة، مما يقلل الإحساس بالإلحاح لدى العامة.

3. معلومات متضاربة على وسائل التواصل الاجتماعي بين داعمين ومعارضين للجرعات الموسمية.

4. تشابه الأعراض بين كوفيد-19 والإنفلونزا، ما جعل البعض يعتبر الأمر “نزلة برد موسمية” فقط.

ورغم هذا، فإن الخبراء يؤكدون أن اللقاح يظل وسيلة فعالة لتقليل خطر المضاعفات الخطيرة، خصوصاً لدى الفئات الضعيفة صحياً.

 

هل اللقاح إلزامي؟

في معظم الدول، لم تعد لقاحات كوفيد إلزامية، لكنها موصى بها بشدة للفئات المعرضة للخطر. وتعتمد بعض الجهات على الحملات التوعوية بدلاً من القوانين الملزمة، في محاولة لتعزيز ثقة المواطنين وتحفيزهم على اتخاذ القرار المناسب لهم.

 

المستقبل: نحو لقاح موسمي دائم؟

مع تكرار حملات التطعيم السنوية، يدور حديث متزايد بين المختصين حول تحويل لقاح كوفيد إلى لقاح موسمي مشابه للإنفلونزا، ويتم تحديثه سنوياً بناءً على المتحورات السائدة. هذا التوجه، إذا ما اعتمد رسمياً، قد يخلق استقراراً أكبر في التوصيات ويخفف حالة التردد الجماهيري.

بين التحديثات العلمية، والتغيرات الاجتماعية، وتاريخ جائحة هزت العالم، يظل لقاح كوفيد-19 جزءاً مهماً من المعادلة الصحية العالمية. ومع كل خريف، يتجدد النقاش حول الوقاية، الوعي، والمسؤولية المشتركة. وفي النهاية، القرار شخصي، لكنه يجب أن يستند إلى المعرفة والثقة بالمصادر العلمية الموثوقة.

سولين غزيم

سولين غزيم صحفية سورية ، تتميز بقلمها الجريء واهتمامها العميق بالقضايا الإنسانية والاجتماعية. تعمل على تسليط الضوء على هموم الناس بصوت صادق، وتنقل الحقيقة من قلب الحدث بموضوعية وشغف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى