أزمة الشرق الأوسط تتفاقم: إيران تُجهز ثالث منشأة لتخصيب اليورانيوم وسط اتهامات أممية بعدم الالتزام النووي
تصاعد التوترات الإقليمية مع اقتراب مفاوضات نووية بين واشنطن وطهران، وتحذيرات متبادلة من ردود عسكرية "غير مسبوقة"

في تصعيد جديد لـأزمة الملف النووي الإيراني، أعلنت طهران عن الانتهاء من تجهيز منشأة ثالثة لـتخصيب اليورانيوم، وهي
جاهزة للعمل فور تزويدها بالمعدات اللازمة، وفقًا لما أكده رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي. هذا الإعلان
يأتي بعد ساعات من إصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرًا حاسمًا اتهم إيران للمرة الأولى منذ عقدين بعدم الامتثال
لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي.
القرار الأممي أثار ردود فعل غاضبة في طهران، حيث توعد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بأن بلاده ستواصل طريقها “بلا
تردد” في تخصيب اليورانيوم، مشيرًا إلى أن التعاون مع المجتمع الدولي بات “غير ممكن في ظل الأعمال العدائية المستمرة
ضد إيران”.
أبرز التطورات في الأزمة الإيرانية والوضع الإقليمي
إيران لا تمتثل لالتزاماتها للمرة الأولى منذ 20 عامًا في تحول لافت، صوت مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية
بالأغلبية على قرار يعتبر إيران في حالة خرق متكرر لالتزاماتها الدولية، لا سيما فيما يتعلق بالحد من مستويات التخصيب
والسماح بعمليات التفتيش. يأتي ذلك بعد أشهر من محاولات دبلوماسية فاشلة لإعادة طهران إلى طاولة المفاوضات. ومن
المتوقع أن يدفع القرار إيران نحو المزيد من التصعيد النووي، خصوصًا بعد تصريحات مسؤوليها حول توسيع برنامج التخصيب كرد
مباشر.
المنشأة النووية الثالثة لتخصيب اليورانيوم جاهزة للعمل
في مقابلة مع وسائل إعلام رسمية، قال محمد إسلامي إن منشأة التخصيب الثالثة بُنيت كإجراء مضاد لقرار الوكالة الدولية
للطاقة الذرية، وهي الآن جاهزة لبدء العمل فور استكمال تجهيزاتها التقنية. هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية واضحة
للضغط على المجتمع الدولي، خاصة مع اقتراب جولة محادثات جديدة مع واشنطن في سلطنة عُمان نهاية هذا الأسبوع
بشأن الملف النووي الإيراني.
تصعيد لغوي من الرئيس الإيراني بزشكيان
رغم دعوته السابقة للحوار الرئيس الإيراني المنتخب حديثًا، والذي خاض حملته على أساس الانفتاح تجاه الغرب، بدا أكثر
حدة في لهجته بعد صدور تقرير الوكالة. في خطاب علني، تساءل بزشكيان: “كيف يمكننا التعاون مع عالم لا يكف عن ارتكاب
الشرور ضدنا؟”. وأضاف: “سنواصل طريقنا… وسنواصل التخصيب”. هذه التصريحات قد تعني عمليًا انتهاء أي فرص قريبة
لاستئناف مفاوضات الاتفاق النووي لعام 2015.
إيران تحذر من رد “غير مسبوق” على أي هجوم إسرائيلي
قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، صرّح بأن أي عدوان إسرائيلي جديد سيقابل برد “أقوى وأكثر تدميرًا” من
سابقاته. وجاء هذا التصريح بعد ورود تقارير تفيد بأن إسرائيل قد تكون تستعد لـهجوم مباشر على إيران. التصعيد يأتي في
وقت أمرت فيه وزارة الخارجية الأمريكية بإجلاء موظفيها غير الأساسيين من سفارتها في بغداد، ما يعكس المخاوف من
احتمال اندلاع مواجهة عسكرية شاملة في الشرق الأوسط.
أزمة غزة: مجزرة ضد عمال إغاثة واتهامات لحماس
في جنوب غزة، قُتل ثمانية موظفين فلسطينيين يعملون لدى مؤسسة إنسانية مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل،
وذلك في هجوم شنته حماس على حافلتهم. المؤسسة، المعروفة باسم “مؤسسة غزة الإنسانية”، قالت إن الحافلة تعرضت
لوابل من الرصاص بينما كانت في طريقها لمركز توزيع مساعدات. ويُعتقد أن الهجوم مرتبط باتهامات ضد العاملين بأنهم مقربون
من ميليشيا تتحدى حكم حماس وتُدعم من قبل إسرائيل، مما يزيد من تعقيدات الأزمة الإنسانية في غزة.
ترحيل نشطاء مؤيدين لغزة من مطار بن غوريون
قالت منظمة “عدالة” الإسرائيلية إن ستة نشطاء كانوا على متن سفينة مساعدات إلى غزة جرى ترحيلهم من مطار بن
غوريون، بعد احتجازهم لأكثر من 72 ساعة إثر اعتراض البحرية الإسرائيلية للسفينة في المياه الدولية. السفينة، التي كانت
ضمن “أسطول الحرية”، كانت تقل 11 ناشطًا بينهم الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ.
مصر ترحل عشرات المشاركين في “مسيرة العودة إلى غزة”
في القاهرة، أفادت مصادر أمنية بأن السلطات المصرية رحلت 73 أجنبيًا على الأقل كانوا قد قدموا للمشاركة في “المسيرة
العالمية إلى غزة”، وهو تحرك دولي للضغط من أجل إنهاء الحصار الإسرائيلي على القطاع. كما ينتظر نحو 100 شخص آخر
الترحيل بمطار القاهرة، وفقًا لما نقلته وكالة “رويترز” عن المنظمين.
تحذيرات دولية من أزمة إنسانية في غزة بسبب استهداف المساعدات
أدانت وزيرة الخارجية السويدية، ماريا مالمير ستينرغارد، ما وصفته بـ”استخدام التجويع كسلاح”، مؤكدة أن منع دخول
المساعدات واستهداف نقاط توزيعها من قبل الجيش الإسرائيلي يرقى إلى جريمة حرب. وقالت: “هناك مؤشرات قوية على
أن إسرائيل لا تفي بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي” في غزة.
تصاعد التوترات يهدد استقرار الشرق الأوسط
تتجه المنطقة نحو تصعيد خطير متعدد الأطراف، يمتد من اشتعال الملف النووي الإيراني إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة.
وبينما تتبادل طهران وتل أبيب التهديدات، يترقب المجتمع الدولي جولة المفاوضات القادمة في عمان بقلق شديد، في ظل
مخاوف حقيقية من انهيار أي أمل في التهدئة أو العودة إلى الاتفاق النووي.