اخبار عاجلة

ترامب وخيار إيران: دبلوماسية الفرصة الأخيرة أم قنبلة خارقة للتحصينات؟

قرار مصيري يحدد مستقبل الشرق الأوسط: ترامب بين الدبلوماسية والضربة العسكرية لإيران

مع تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارًا مفصليًا قد يغير مسار الحرب وملامح الشرق الأوسط. فبينما تحثه إسرائيل على استخدام القنبلة الأمريكية الخارقة للتحصينات لضرب منشأة “فوردو” النووية الإيرانية المدفونة في أعماق الجبال، يحذر الإيرانيون من أن أي تدخل أمريكي مباشر سيقضي على ما تبقى من فرص التوصل إلى اتفاق نووي — وهو ما يقول ترامب إنه ما زال يسعى إليه.

معضلة ترامب

البيت الأبيض أعلن أن ترامب سيغادر قمة مجموعة السبع مبكرًا بسبب تطورات الشرق الأوسط، في مؤشر واضح على خطورة اللحظة. في الوقت نفسه، نشر ترامب على منصات التواصل رسالة تحذر من البقاء في طهران، وهو ما فسّرته إيران على أنه تهديد مباشر لا يترك مجالًا للدبلوماسية.

قنبلة أم صفقة؟

وبينما أبدى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي تفاوض سابقًا في اتفاق 2015، انفتاحًا على الحوار، قال إن خطوة واحدة من واشنطن، مثل كبح جماح نتنياهو، قد تفتح باب العودة إلى المفاوضات. لكنه حذر من أن استمرار القصف، أو تدخل أمريكي مباشر، سيغلق هذا الباب للأبد.

“فوردو”… العقدة النووية

منشأة “فوردو” تعتبر قلب البرنامج النووي الإيراني، وموقعها العميق يجعل استهدافها صعبًا للغاية. القنبلة الأمريكية “GBU-57″، التي تزن 30 ألف رطل ولا يمكن إطلاقها إلا من قاذفات “B-2″، هي الوحيدة القادرة على تدميرها. إسرائيل لا تملك هذه القاذفات ولا هذه القنبلة. ويؤكد مسؤولون أمريكيون أن أي ضربة لـ”فوردو” لن تكون بقنبلة واحدة، بل بسلسلة من القنابل تُسقطها طائرات أمريكية واحدة تلو الأخرى على نفس الهدف، ما يجعل العملية أمريكية خالصة من حيث التنفيذ والنتائج.

حسابات الداخل الأمريكي

داخل الإدارة الأمريكية، الانقسام واضح. الجمهوريون التقليديون، كـ ليندسي غراهام، يضغطون على ترامب لاستخدام القوة إذا فشلت الدبلوماسية، حتى لو تطلب ذلك تنفيذ العملية بالكامل مع إسرائيل. لكن التيار الشعبوي المعارض للتدخل الخارجي، بزعامة شخصيات مثل تاكر كارلسون، يحذر من تكرار أخطاء العراق وأفغانستان. فبالنسبة لهم، يجب أن تُترك إسرائيل لتحارب بمفردها، دون أن تُزج أمريكا في صراع مكلف بلا نهاية.

طريقان لا ثالث لهما

الخيارات أمام ترامب باتت واضحة: إما الضغط بالدبلوماسية المدعومة بالتهديد العسكري، أو تنفيذ الضربة التي طالما تجنبها. ويمكنه في الوقت الراهن أن يدّعي لكلا الجانبين — لمؤيديه المحليين أنه لا يسعى لحرب، وللإيرانيين أن الوقت ينفد أمام حل سلمي. لكن الحقيقة تبقى أن مصير منشأة “فوردو” النووية قد يحدد ليس فقط مستقبل الاتفاق النووي، بل أيضًا ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتورط في حرب شاملة أخرى في الشرق الأوسط، أو ستبقى خارج الميدان، تراقب من بعيد — إلى أن تنفجر الجبال.

نيرة احمد

نيرة أحمد صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى