جوجل تُعيد هيكلة فرقها وتُشدد العودة للمكاتب مع مغادرة طوعية جديدة

في خطوة تعكس تحولًا كبيرًا في نهجها الداخلي، أعلنت شركة “جوجل” عن تشديد سياسة العودة إلى المكاتب، إلى جانب إطلاق برنامج مغادرة طوعية لموظفين في الولايات المتحدة، وذلك بحسب مذكرة داخلية حصلت عليها “Business Insider”.

الفئات المستهدفة من برنامج المغادرة الطوعية

يشمل البرنامج موظفين في أقسام رئيسية وحساسة داخل الشركة، أبرزها:

قسم الأنظمة الأساسية (Core)

التسويق

الأبحاث

قسم المعرفة والمعلومات (K&I) المسؤول عن الإعلانات والتجارة

الاتصالات

البرنامج يأتي بالتزامن مع مطالبة بعض الموظفين العاملين عن بعد، ممن يعيشون على بُعد أقل من 80 كيلومترًا من أحد مكاتب جوجل، بالعودة إلى نموذج العمل الهجين (ثلاثة أيام في المكتب وأيام أخرى عن بُعد).

السياسة الجديدة: العمل الهجين إلزامي للمقيمين قرب المكاتب

يمثل هذا الإجراء توسعًا لسياسة “العودة إلى المكتب” التي أُطلقت في عام 2022، والتي كانت تتيح بعض المرونة في أماكن العمل. التعديل الجديد يُلزم الموظفين القريبين من مقرات الشركة بالعودة الجزئية، دون استثناءات، وذلك بهدف تعزيز التفاعل والتعاون المباشر.

وأكدت المتحدثة باسم الشركة، كورتني مينسيني، أن “الفرق تطلب عودة من يمكنهم الحضور للمكتب لتعزيز الإبداع والتعاون”.

هل تخطط جوجل لتقليص أعداد الموظفين؟

رغم نفي الشركة وجود نية للتسريح، فإن الإجراءات الحالية تتزامن مع سجل سابق من عمليات تقليص الموظفين:

في عام 2023: تم تسريح 12 ألف موظف، ما يعادل 6% من القوة العاملة.

في عام 2024: شملت عمليات التسريح فرقًا مالية وتشغيلية.

ورغم أن المذكرة الحالية لم تشر صراحة إلى تسريحات جديدة، فإن توقيت إطلاق البرنامج يثير تساؤلات حول احتمال حدوث تغييرات مستقبلية مشابهة.

خلفيات القرار: رسالة داخلية توضّح السياق

في مذكرة داخلية، قالت جين فيتزباتريك، النائبة الأولى لرئيس قسم الأنظمة الأساسية في جوجل، إن القرار يأتي استجابة لتغيرات كبرى تقودها موجة الذكاء الاصطناعي.

وأضافت:

“نحن نعيش لحظة تحوّل غير مسبوقة، تتطلب من كل فرد التفاني الكامل والطاقة القصوى لنحقق أهدافنا. الحضور الفعلي ضروري لبناء ثقافتنا وتسريع وتيرة الابتكار”.

وأوضحت أن البرنامج اختياري تمامًا، ويُوجَّه إلى من لم يعد متحمسًا لمهام فريقه أو يجد صعوبة في التكيّف مع بيئة العمل الجديدة.

موجة أوسع من التغييرات في وادي السيليكون

قرار جوجل لا يأتي بمعزل عن سياق أكبر، حيث تقوم شركات تكنولوجيا كبرى أخرى مثل “ميتا” و”أمازون” بإعادة تنظيم نماذج العمل وفرض حضور أكبر في المكاتب، بعد تجربة طويلة مع العمل عن بعد.

هذا التوجه يُشير إلى مراجعة جذرية لاستراتيجيات العمل في القطاع، في ظل التحديات الجديدة وتزايد الحاجة للابتكار السريع والتنسيق الجماعي.

ما المتوقع في المرحلة القادمة؟

من المنتظر أن ترسل جوجل خلال الأيام المقبلة تفاصيل البرنامج الطوعي وخطط نقل المواقع للموظفين المعنيين. ولا يُستبعد أن تكون هذه الإجراءات مقدمة لمزيد من التعديلات الهيكلية الأوسع، في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها عالم التكنولوجيا.