عربي وعالمي

إسرائيل تشن هجومًا إلكترونيًا وجويًا معقّدًا يعطل القدرات النووية الإيرانية

الموساد والجيش الإسرائيلي ينفذان عملية سرّية جمعت الجواسيس والذكاء الاصطناعي والطائرات المسيّرة

في عملية معقّدة جمعت بين الجواسيس والتكنولوجيا، وجهت إسرائيل ضربة عسكرية واستخباراتية قوية لإيران، استهدفت مواقع عسكرية ونووية عالية الحساسية بدقة فائقة. العملية كانت ثمرة جهود استمرت أكثر من ثلاث سنوات، وشملت استخدام تقنيات متقدمة وطائرات مسيّرة تهريبية تم تشغيلها من داخل الأراضي الإيرانية، بهدف شلّ الدفاعات الجوية وفتح الطريق أمام غارات جوية مركزة.

“الأسد الصاعد”.. التوقيت المحسوب وسط المفاوضات النووية

في لحظة مفصلية كانت فيها إيران منشغلة بجولة تفاوضية مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، أطلقت إسرائيل عملية “الأسد الصاعد”. الخطوة جاءت بموافقة مسبقة من الرئيس الأميركي آنذاك، دونالد ترامب. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رأى أن تقاعس المجتمع الدولي عن كبح البرنامج النووي الإيراني يتطلب تحركًا استباقيًا واسع النطاق.

الموساد والجيش الإسرائيلي.. تهريب المسيّرات إلى العمق الإيراني

كشفت مصادر استخباراتية أن وحدة مشتركة من “الموساد” والجيش الإسرائيلي قامت بتهريب طائرات مسيّرة صغيرة ومسلحة إلى الداخل الإيراني، على مدار ثلاث سنوات. استخدمت هذه المسيّرات لتوجيه ضربات أولية لمنظومات الدفاع الجوي الإيراني، وتم تمويهها داخل مركبات مدنية بمساعدة عملاء محليين.

الذكاء الاصطناعي: السلاح السري في تحديد الأهداف

لعب الذكاء الاصطناعي دورًا محوريًا في العملية، حيث قامت أنظمة متقدمة بتحليل كميات هائلة من البيانات الاستخباراتية لتحديد أهداف رئيسية. تم تصنيف الأهداف إلى فئات تشمل قادة عسكريين، منشآت نووية، بنية تحتية استراتيجية، ومراكز تتبع الحرس الثوري. من بين القتلى كان اللواء حسين سلامي واللواء محمد باقري.

الاغتيالات الدقيقة.. من العلماء إلى قادة الحرس الثوري

أشرف “الموساد” على عمليات اغتيال ممنهجة شملت علماء نوويين وكبار قادة الحرس الثوري الإيراني. إحدى الضربات استهدفت مخبأً تحت الأرض، وأسفرت عن مقتل ثمانية من القادة، من بينهم رئيس برنامج الصواريخ الإيراني، بهدف شلّ قدرة القيادة على الرد أو التنسيق العسكري الفوري.

تدمير المركبات العسكرية.. تكتيك مستوحى من حرب أوكرانيا

ضمن مراحل الهجوم، ركزت إسرائيل على استهداف قوافل عسكرية كانت تُستخدم في نقل وإطلاق الصواريخ. سيما شاين، مسؤولة سابقة في “الموساد”، شبّهت هذا التكتيك بالهجمات الأوكرانية على الأراضي الروسية، حيث تم استخدام مسيّرات رخيصة لتعطيل طائرات استراتيجية باهظة الثمن.

الداخل الإيراني مخترق.. وعمليات متكررة منذ سنوات

العملية لم تكن معزولة، بل جزء من تاريخ طويل من الاختراقات الإسرائيلية. فقد سبق للموساد تنفيذ عمليات اغتيال إلكترونية وجسدية، مثل عملية “ستوكسنت” الشهيرة، وسرقة الأرشيف النووي الإيراني عام 2018. وفي يوليو 2024، اغتيل إسماعيل هنية بتفجير مقر إقامته الرسمي بطهران.

عقيدة جديدة.. وتحول في الاستراتيجية الإسرائيلية

يرى اللواء عامي أفيفي، القائد الإسرائيلي المتقاعد، أن العملية تمثل تحولًا استراتيجيًا في العقيدة الاستخباراتية الإسرائيلية، حيث بُنيت على اختراق طويل الأمد، وتحليل شامل للثغرات الأمنية الإيرانية. هذه العملية لم تكن فقط هجومًا مفاجئًا، بل إعلانًا عن مرحلة جديدة من الحرب الخفيةالتي باتت تؤثر في موازين القوى في الشرق الأوسط.

 

علياء حسن

علياء حسن صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى