مبادرة “الحدائق العائمة” في مصر.. نحو مدن خضراء أكثر جمالاً واستدامة استنادا الي تجربة حقيقيه بالفعل  في الصين .

في ظل التحديات البيئية التي تواجه المدن الكبرى حول العالم، تبرز مبادرة “الحدائق العائمة” التي بدأ تنفيذها مؤخرًا في الصين كنموذج فريد يجمع بين الجمال الطبيعي والوظيفة البيئية، فقد شرعت الصين في تحويل أسطح مواقف السيارات العامة إلى مساحات خضراء مزهرة، تُعرف باسم “الحدائق العائمة”، لتحوّل تلك المساحات الصمّاء إلى واحات حضرية نابضة بالحياة.

لماذا نحتاج هذه المبادرة في مصر؟

مع التزايد السكاني والتوسع الحضري السريع، تعاني العديد من المدن المصرية من نقص المساحات الخضراء وارتفاع درجات الحرارة والتلوث الهوائي.

ومن هنا، تبرز الحاجة الملحّة لتبني أفكار مبتكرة وغير تقليدية لتحسين جودة الحياة في المدن، وتوفير بيئة أكثر توازنًا وصحةً للسكان.

الأثر البيئي

الحدائق العائمة لا تُعتبر فقط جمالًا بصريًا، بل تساهم في:

تقليل درجات الحرارة في المناطق الحضرية عبر التبريد الطبيعي.

امتصاص الملوثات والضوضاء، وتحسين جودة الهواء.

تعزيز التنوع البيولوجي من خلال توفير موائل للنباتات والطيور.

خفض انبعاثات الكربون من خلال زيادة الغطاء النباتي.

الأثر الجمالي والاجتماعي 

تحويل مساحات الإسمنت الجامدة إلى لوحات خضراء تمنح النفس راحة وهدوءًا.

تحسين المنظر العام للمدن، ما ينعكس إيجابًا على الحالة النفسية للمواطنين.

توفير بيئة حضرية جاذبة للسياحة الداخلية والخارجية.

دعوة للجهات المختصة

ندعو وزارة البيئة، ووزارة التنمية المحلية، ووزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية، بالتعاون مع الجهات المعنية بالتصميم العمراني، إلى دراسة إمكانية تطبيق هذا النموذج الرائد في المدن المصرية، خاصة في مواقف السيارات متعددة الطوابق، وعلى أسطح المباني الحكومية والتجارية.

كما نهيب بالقطاع الخاص ومطوري العقارات أن يتبنوا هذه الرؤية كجزء من مسؤوليتهم المجتمعية، لما لها من أثر مباشر على تحسين صورة المدن المصرية، وخلق بيئة عمرانية صديقة للإنسان والطبيعة.

واخيرا اتمني إن تطبيق مبادرة “الحدائق العائمة” في مصر لن يكون مجرد مشروع بيئي، بل هو استثمار حقيقي في صحة المواطن، وجمال المدينة، واستدامة الحياة الحضرية. فلنحوّل مواقف سياراتنا إلى حدائق تنبض بالحياة، من أجل غدٍ أكثر خضرة وجمالًا.

تحيا مصر دائما وابدا جميله وفي آمن وأمان واستقرار ..