إيران أمام خيار الرد الرادع: هل تغير مسار المنطقة؟
إيران أمام الرد الحاسم: بين الهزيمة الاستراتيجية والتحول في موازين القوى

إذا لم ترد إيران على إسرائيل بضربات مماثلة عسكرية واستخبارية رادعة، فإن يوم الجمعة الماضي الموافق 13 يونيو 2025 سيتحول إلى اليوم الذي تعرضت فيه إيران إلى هزيمة استراتيجية خطيرة تشبه هزيمة الدول العربية في 5 يونيو 1967، بكل تداعياتها الكارثية.
*الرد الإيراني: ضرورة استراتيجية*
إذا لم ترد إيران على إسرائيل بنفس القوة والنتائج فإن تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعادة رسم خريطة المنطقة من جديد سيكون قد دخل حيز التنفيذ فعليًا. إذا لم ترد إيران بضربة قوية، فإن ما يقوله قادة دولة الاحتلال الإسرائيلي بأن أيديهم قادرة على أن تطول أي هدف في المنطقة سيكون أمرًا صحيحًا وغير قابل للدحض للأسف.
تداعيات عدم الرد: هزيمة استراتيجية
إذا لم ترد إيران ردا متماثلا، فإن شعبها وشعوب المنطقة وبقية العالم، خصوصًا معسكر المقاومة والممانعة، سيدركون إن كل ما كانت تقوله عن محو إسرائيل من على الخريطة كان مجرد جعجعة بلا طحن. إذا لم ترد إيران ردا كبيرًا على العدوان الإسرائيلي فإن ما حدث يوم الجمعة سيدخل التاريخ باعتباره يومًا مهينًا لإيران وجيشها وحكومتها ونظامها.
الخيارات تضيق أمام إيران
إذا لم ترد إيران، فإن قدرة ما تبقى من وكلائها في المنطقة سوف تضعف بصورة كبيرة. نعلم أن نظام بشار الأسد سقط في سوريا، ليس فقط بجهد المعارضة المسلحة المدعومة من تركيا، ولكن أيضًا بسبب الضربات الإسرائيلية المستمرة منذ سنوات. وسوف يضعف دور حزب الله في لبنان أكثر من الآن، وسيتعرض الحشد الشعبي في العراق لضغوط كبيرة من الداخل والخارج.
الرد الرادع: شرط لوقف العدوان
إذا لم ترد إيران بعنف فإن شرعية نظامها المستمر منذ الثورة على الشاه عام 1979، ستكون على المحك. سيضعف النظام الإيراني كثيرًا، بل ربما يدفع بقوى المعارضة إلى إعادة تنظيم صفوفها كما حدث في الحالة السورية، مع الفارق الكبير بالطبع بين النموذجين.
خلاصة الكلام
مجريات وتداعيات هجوم يوم الجمعة الماضي تشير إلى أن الخيارات تضيق أمام إيران، وما لم تتحرك بسرعة وتبادر بالرد الرادع الذي يوقف على الأقل العدوان الإسرائيلي، فإن المنطقة مرشحة بالفعل لزلازل سياسية واستراتيجية لم يتخيلها أشد الناس تشاؤمًا!!