نتنياهو يتباكي علي حقوق النساء المسلمات..والمجزره مسمتره في غزه
نتنياهو يستغل قضية مهسا أميني لتبرير الحرب على إيران، متناسيًا دماء نساء غزة

بينما تواصل آلة الحرب الإسرائيلية سحق المدنيين في غزة، يخرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مدعيًا الدفاع عن حقوق النساء الإيرانيات، مستشهدًا بمأساة مهسا أميني، ليبرر بها هجومه العسكري على طهران. المفارقة صارخة، والازدواجية فجة، لكنها ليست جديدة في سجل الساسة الذين يستغلون قضايا النساء لتسويق الحروب والاحتلال.
دماء نساء غزة لا تعني شيئًا لنتنياهو
يدّعي نتنياهو أن هجومه على إيران يأتي دعمًا لحقوق النساء، متناسياً أن عدوانه على غزة حصد أرواح نساء وأطفال أكثر من أي صراع آخر خلال السنوات العشرين الماضية. وفي مقابلة مع قناة “إيران إنترناشونال”، خاطب الإيرانيين قائلاً:
“لقد أفقروا حياتكم، وجلبوا لكم البؤس والموت والإرهاب، وأطلقوا النار على نسائكم، وتركوا امرأة شجاعة مذهلة مثل مهسا أميني تنزف حتى الموت فقط لأنها لم تغطِّ شعرها”.
أن يُطلق هذه التصريحات وهو يقود حملة إبادة ضد الفلسطينيين، ليس فقط وقاحة، بل استخدام فج لحقوق النساء كقناع لتبرير العدوان.
جسد المرأة المسلمة… أداة استعمارية متكررة
ليست هذه المرة الأولى التي يُستخدم فيها “تحرير المرأة” ذريعة للحرب. من موقعها كامرأة عربية مسلمة، تذكّر الكاتبة كيف استخدم الاستعمار البريطاني في مصر خطاب “تحرير النساء” لتبرير وجوده، رغم أن مناصري هذا الخطاب في لندن أنفسهم كانوا ضد منح المرأة البريطانية حق التصويت.
والأمثلة لا تنتهي. الولايات المتحدة بررت غزوها لأفغانستان عام 2001 بأنه لتحرير النساء من سطوة طالبان، وهو ما رحبت به نسويات بيضاوات في الغرب، متجاهلات تحذيرات النسويات الأفغانيات من أن الاحتلال لن يُحرر النساء بل سيعرضهن لمزيد من القمع.
الشعارات الفارغة لا تُخفي الاستعمار
نتنياهو في خطابه الأخير استخدم شعار “امرأة، حياة، حرية” – “زان، زنديجي، آزادي” – وهو الشعار الذي رفعته الإيرانيات خلال احتجاجات 2022 بعد مقتل مهسا أميني. لكن الحقيقة أن الإيرانيات، ومعهن المجتمعات المهمشة والمثليين، واجهوا النظام القمعي دون الحاجة إلى “منقذ” خارجي. والآن، يحاول نتنياهو سرقة هذا الشعار لتبييض جرائمه.
الحرب لا تدعم الثورات، بل تقتلها. والأنظمة القمعية – مثل النظام المصري – لطالما اتهمت الثورات بأنها “مؤامرة خارجية”، لتشويه مطالب الشعوب.
من البورقا إلى الإجهاض: ازدواجية الغرب الفاضحة
حين يدّعي زعيم غربي الدفاع عن “حقوق النساء المسلمات”، من المشروع التساؤل: ماذا عن النساء في بلاده؟ جورج بوش الابن، الذي ادعى تحرير نساء أفغانستان، كان أول من قطع تمويل المنظمات الصحية التي تقدم خدمات الإجهاض خارج أمريكا. واليوم، في أمريكا نفسها، تُجبر نساء – مثل امرأة سمراء دماغها ميت – على الاستمرار في الحمل ضد إرادة عائلاتهن بسبب قوانين دينية محافظة.
فما الفرق، تسأل الكاتبة، بين شرطة “الأخلاق” في طهران التي تفرض الحجاب، والمتشددين المسيحيين في أمريكا الذين يفرضون الحمل؟ الاثنان يمثلان زواجًا قبيحًا بين السلطة الذكورية والدين.
الاحتلال لا يُحرر النساء… والتاريخ شاهد
بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، استعادت طالبان السلطة. وها هي تعيد فرض قوانينها المتشددة بحق النساء: منع التعليم، منع السفر دون محرم، حظر العمل، إغلاق الصالونات النسائية. تلك هي نتيجة “التحرير” الغربي الذي روّج له الإعلام والنسويات المتحمسات في واشنطن.
عدو عدوي… ليس بالضرورة صديقي
تختم الطحاوي مقالها بتأكيد على أن النساء الإيرانيات الشجاعات اللواتي قدن ثورة “امرأة، حياة، حرية”، لا يحتجن لدروس في الحرية من نتنياهو، ولا إلى غزو عسكري لتحريرهن. بل إن استغلال قضيتهن لتبرير الحرب هو أسرع طريق لتشويه نضالهن وتشكيك شعوبهن فيه.
في الحروب، الجيوش لا تزرع الحرية. هي فقط تحصد الأرواح.