كيف أثبتت قناة السويس كقائتها في ظل الصراع الإسرائيلي الإيراني؟ خاص

أوضحت الدكتورة رشا السيد محمد، الخبيرة و المحللة الاقتصادية، أنه في موقف يعكس كفاءة مؤسسات الدولة المصرية وقدرتها على التعامل مع الأزمات، شهدت قناة السويس صباح السبت 21 يونيو 2025 حادثًا طارئًا تمثل في تعطل مفاجئ لإحدى السفن العابرة ضمن القافلة الجنوبية، وذلك عند الكيلو 45 بمنطقة القنطرة غرب.
وأضافت السلاب في تصريحات خاصة لـ ” العالم في دقائق” أن السفينة المتضررة، التي تبين وفق المعلومات الأولية أنها ناقلة تحمل اسم “فولجا”، لعطل فني في محركاتها أثناء توجهها شمالًا عبر المجرى الملاحي، مما أدى إلى توقفها بشكل عرضي وعرقلة مؤقتة لحركة المرور داخل القناة، حيث اصطفت ثلاث سفن خلفها.
سرعة استجابة هيئة قناة السويس
كما أكدت أن هيئة قناة السويس تدخلت بسرعة وفعالية استجابة لهذه الأزمة، تحت قيادة الفريق أسامة ربيع الذي تابع تفاصيل الحادث عن كثب من غرفة العمليات الرئيسية بالإسماعيلية، وبفضل المعدات المتطورة والخبرات المكتسبة من سنوات العمل والجاهزية العالية للطواقم، أرسلت الهيئة وحدات بحرية متخصصة تضمنت قاطرات عملاقة ووحدات إنقاذ للتعامل مع السفينة المعطلة، حيث تمت إعادة وضعها بسلام دون خسائر بشرية أو بيئية، ودون تأثير كبير على حركة الملاحة.
و أوضحت أن هذا التدخل السريع والمنظم يعزز مكانة هيئة قناة السويس كواحدة من أبرز الكيانات الملاحية عالميًا القادرة على إدارة المواقف الطارئة. وأضافت أن الأداء الكفوء للفريق أسامة ربيع يظهر مدى الحسم والثبات في ظل الصعوبات مع وضع الأولويات الوطنية والدولية نصب أعينه.
كما أكدت أن هذه الواقعة، رغم بساطتها النسبية، تُظهر إصرار الهيئة على العمل ضمن منظومة محترفة تعتمد على التخطيط الدقيق وسرعة التدخل والسيطرة لضمان انسيابية حركة التجارة العالمية عبر القناة.
الأهمية الاستراتيجية لقناة السويس
ومن جهتها، اعتبرت الباحثة الاقتصادية نوران الرجال أن هذا الحادث يُلقي الضوء على مدى تكاتف خبراء الهيئة وكفاءتهم العالية في مواجهة أي تحديات، ورغم الأوضاع السياسية المضطربة في المنطقة، مثل التوترات المستمرة بين إسرائيل وإيران في البحر الأحمر، أثبتت هيئة قناة السويس جاهزيتها وقوتها في متابعة أعمالها اليومية بسلاسة ومهنية.
أشارت نوران الرجال في تصريحات خاصة لـ ” العالم في دقائق” إلى الأهمية الاستراتيجية لقناة السويس كأحد أهم الممرات البحرية العالمية التي تربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر والمحيط الهندي، أي خلل في عمليات القناة قد ينعكس سلبًا على الاقتصاد العالمي، ما يجعل وجود هيئة قوية وفعّالة أمرًا لا غنى عنه.
وأكدت الباحثة أن هيئة قناة السويس تظل رمزًا وطنيًا فريدًا يعكس قدرات مصر في الحفاظ على أحد أعمدة التجارة العالمية، وبينما تتزايد التحديات الدولية والإقليمية، أظهرت الهيئة قدرة عالية على مواجهة الضغوط بحرفية وتماسك كبيرين، حتى مع التوترات السياسية المتصاعدة في البحر الأحمر، أثبت الفريق العامل بالقناة مهاراته وتدريبه العالي لمواجهة أي ظرف.
أختتمت الرجال حديثها بالإشارة إلى أن البحر الأحمر أصبح ساحة للأحداث السياسية الملتهبة بين الدول الكبرى والإقليمية، الأمر الذي يزيد من حساسية موقع قناة السويس، ومع ذلك، فإن الهيئة تواصل التصدي لتلك التحديات بمرونة وكفاءة عالية تؤكد جدارتها بإدارة هذا المرفق الحيوي.