الولايات المتحدة تقصف مواقع نووية في إيران.. وترامب: إما السلام أو “مأساة أعظم”

في تصعيد غير مسبوق، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن طائرات بلاده الحربية نفذت غارات استهدفت ثلاثة مواقع نووية إيرانية كبرى، في كل من فوردو ونطنز وأصفهان، مؤكداً أن هذه الضربات تمّت بالتنسيق مع إسرائيل وحققت “نجاحاً عسكرياً باهراً
وقال ترامب في خطاب متلفز من البيت الأبيض مساء السبت: “يمكنني أن أؤكد للعالم أن الضربات كانت ناجحة بشكل مذهل.
منشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران دُمرت بالكامل”.
وتوعد النظام الإيراني بمزيد من الهجمات في حال لم “يختر طريق السلام”، مضيفًا أن “الهجمات المقبلة ستكون أشد وأسهل تنفيذاً”.
تصعيد أمريكي بعد أسبوع من التوتر
تأتي الضربات الأمريكية بعد نحو أسبوع من موجة تصعيد متبادل بين إسرائيل وإيران، بدأت بهجوم إيراني على أهداف إسرائيلية، ردًا على قصف إسرائيلي استهدف منشآت داخل إيران.
وتعد هذه الضربات أول مشاركة مباشرة للولايات المتحدة في هذا التصعيد، ما يفتح الباب أمام موجة جديدة من المواجهات في الشرق الأوسط، ويزيد من خطر استهداف القواعد والسفن الأميركية في المنطقة، إضافة إلى تهديد تدفق النفط من الخليج.
إيران تندد وتتوعد
في أول رد فعل رسمي، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الهجمات بأنها “انتهاك جسيم لميثاق الأمم المتحدة”، مشيراً إلى أنها “ستترك تداعيات دائمة”، وأضاف: “إيران تحتفظ بكافة الخيارات للدفاع عن سيادتها ومصالحها وشعبها”.
رغم اللهجة التصعيدية، أفادت مصادر إيرانية أن المواقع التي استهدفتها الغارات كانت قد أُخليت قبل أيام، وأن الأضرار لم تكن “غير قابلة للإصلاح”، ما يشير إلى أن طهران كانت تتوقع مثل هذه الخطوة.
نتنياهو يصفها بـ”القرار التاريخي”
أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالضربات الأميركية، واصفًا قرار ترامب بأنه “جريء ويغير مجرى التاريخ”، وقال: “أميركا فعلت ما لم تستطع أي دولة أخرى فعله الليلة”.
وفي الوقت ذاته، رفعت إسرائيل حالة التأهب القصوى، وأغلقت مجالها الجوي، في خطوة تعكس توقعات برد إيراني وشيك.
تحوّل جذري في موقف ترامب
شكل التحول العسكري الأمريكي تحولًا حادًا في سياسة ترامب الذي كان قد تعهّد خلال حملته الانتخابية بإنهاء “الحروب الأبدية” والابتعاد عن الصراعات الخارجية.
ويمثل هذا القرار مقامرة سياسية محفوفة بالمخاطر، وسط انقسام داخل قاعدته الانتخابية بين مؤيدين لتصعيد عسكري ومعارضين لأي تورط جديد في الشرق الأوسط.
وأعلن ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” أن القاذفات الأميركية ألقت “حمولتها الكاملة من القنابل” على منشأة فوردو، قبل أن تعود جميعها بسلام إلى قواعدها.
وتشير التقارير إلى أن قنابل خارقة للتحصينات من طراز “بانكر باستر” استخدمت في الهجوم على فوردو، المقامة تحت جبل صخري.
تنسيق أمريكي إسرائيلي وتخطيط سري
كشف ترامب أنه ناقش الهجمات مع نتنياهو، مضيفًا: “عملنا كفريق ربما لم يسبق له مثيل، وقد قطعنا شوطاً كبيراً في إزالة هذا التهديد الرهيب على إسرائيل”.
ووفقاً لتقارير استخباراتية، فإن واشنطن تعمّدت خداع طهران بشأن توقيت الضربة، بعد أن منح ترامب إيران مهلة أسبوعين للوصول إلى حل دبلوماسي.
ردود سياسية أميركية: إجماع جمهوري على التصعيد
لاقى القرار العسكري دعماً قوياً من صقور الحزب الجمهوري في الكونغرس، إذ وصف السيناتور ليندسي غراهام الضربة بأنها “القرار الصحيح”، بينما أشاد السيناتور جيم ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بما اعتبره “تحركًا حاسمًا لدعم إسرائيل”.
ماذا بعد؟
يقف المشهد الإقليمي على حافة الانفجار. وبينما تلوّح واشنطن بالمزيد، وتتعهد طهران بالرد، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستكون هذه الضربة بداية لحرب إقليمية واسعة؟ أم مجرد فصل جديد في لعبة الردع المتبادل بين طهران وواشنطن وتل أبيب؟