وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بوساطة قطرية وأميركية: نهاية حرب الاثني عشر يومًا
بعد 12 يومًا من التصعيد.. هدنة شاملة بين طهران وتل أبيب بوساطة دولية

في تطور مفاجئ ومهم على الساحة الإقليمية، أعلنت الولايات المتحدة وقطر التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بعد موجة تصعيد خطيرة استمرت اثني عشر يومًا وكادت أن تنزلق إلى مواجهة طويلة الأمد تهدد استقرار المنطقة.
اتصالات مكثفة بوساطة قطرية وأميركية
أكد مسؤول إيراني رفيع لوكالة “رويترز” أن طهران وافقت على اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، تم التوصل إليه بوساطة قطرية ودعم من اقتراح أميركي. وكشف موقع “أكسيوس” الأميركي، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الاتفاق جاء بعد أن نقلت إيران عبر الدوحة رسالة إلى البيت الأبيض عقب الهجوم الإيراني على قاعدة “العديد” الأميركية في قطر، تؤكد فيها انتهاء ردّها العسكري وعدم نيتها تنفيذ هجمات أخرى.
وفي المقابل، أبلغت واشنطن طهران عبر القنوات نفسها أنها لن ترد عسكريًا على الهجوم، مع إبداء استعدادها لاستئناف المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني. وبحسب ذات المصادر، استمرت المحادثات بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وقطر وإيران من جهة أخرى، لتنسيق توقيت وقف إطلاق النار وشروطه النهائية.
الدوحة تؤدي دورًا محوريًا في تثبيت التهدئة
ونقلت “رويترز” عن مسؤول مطّلع أن رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أكد خلال اتصال مباشر مع مسؤولين إيرانيين موافقة طهران على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار، وذلك عقب الهجمات على قاعدة “العديد”.
وفي ذات السياق، أفاد المصدر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ أمير قطر بموافقة إسرائيل على التهدئة، وطلب دعمًا قطريًا لإقناع إيران بالموافقة. كما ناقش ترامب ونائبه جيه دي فانس تفاصيل المبادرة مع أمير قطر، ما يعكس عمق الدور الذي لعبته الدوحة في احتواء الأزمة.
ترامب يعلن رسميًا: الحرب انتهت
وفي وقت لاحق من مساء الإثنين، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر منصة “تروث سوشيال” التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل. وأوضح أن وقف النار سيدخل حيز التنفيذ تدريجيًا، حيث تلتزم إيران بوقف العمليات بعد 6 ساعات، تليها إسرائيل بعد 12 ساعة، على أن يبدأ سريان الاتفاق رسميًا في تمام الساعة 4 فجر الثلاثاء بتوقيت غرينتش.
وقال ترامب: “منعنا حربًا كانت ستستمر لسنوات. الحرب بين إيران وإسرائيل كانت ستؤدي إلى دمار واسع في المنطقة”. وختم بالقول: “أهنئ البلدين على شجاعتهما وذكائهما، وبارك الله إسرائيل وإيران والشرق الأوسط”.
وبذلك تُطوى صفحة من التصعيد الحاد، وسط آمال أن يكون الاتفاق مقدمة لمزيد من الاستقرار وخفض التوتر في الشرق الأوسط.