الوكالات

الحياة تحت القصف الإيراني.. سكان رمات أفيف يروون يوميات الرعب والخوف

 

في حي رمات أفيف الهادئ بشمال غرب تل أبيب، كان عمال الإنقاذ لا يزالون يبحثون بين الأنقاض صباح الاثنين، بعد يوم من تعرض الحي لضربة صاروخية إيرانية ضمن أعنف هجوم تشهده إسرائيل منذ بدء الحرب. المشهد كان صادمًا: مبنى سكني متفحم، حطام متناثر، ودفتر يوميات أحد السكان ملقى على الرصيف يتصفحه المارة، بعضهم وقف يلتقط صورًا أمام موقع الانفجار وكأنهم يوثقون لحظة من فيلم سينمائي.

صوت السكان من قلب الدمار

ليئات، مديرة مالية في شركة ترفيه، وقفت تراقب الدمار قائلة: “كأننا نعيش يومًا لا ينتهي… نضطر للركض إلى الملاجئ ثلاث أو أربع مرات يوميًا. نريد فقط أن نعود إلى حياتنا، نضحك، نخرج، نستمتع.”

الهجوم على رمات أفيف ضمن موجة من الضربات الإيرانية

الضربة على رمات أفيف لم تكن وحيدة، بل واحدة من عشر ضربات إيرانية استهدفت عدة مواقع داخل إسرائيل يوم الأحد، وأسفرت عن إصابة 23 شخصًا. وجاءت بعد ساعات فقط من الهجوم الأمريكي على ثلاثة مواقع نووية داخل إيران، قالت واشنطن إنه “أصاب قدرة طهران النووية في مقتل”.

تساؤلات داخل إسرائيل: إلى متى؟

وفي اليوم التالي، بدا أن تساؤلات كثيرة تدور في أذهان الإسرائيليين: إلى متى ستستمر هذه الحرب؟ خاصة مع تباين التصريحات الرسمية. رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال إن إسرائيل “لن تُنهك في حرب استنزاف، لكنها أيضًا لن تُنهي العملية قبل تحقيق أهدافها كاملة”.

بداية الحرب: ضربات إسرائيلية واستجابة إيرانية

اندلعت شرارة المواجهة في 13 يونيو، عندما شنت إسرائيل مئات الضربات الجوية على إيران، معلنة أنها عملية استباقية لمنع طهران من تطوير سلاح نووي. وردت إيران بسرعة عبر موجات من الصواريخ والطائرات المسيرة، لتبدأ حربًا متصاعدة لا تزال مشتعلة في أسبوعها الثاني.

أهداف إسرائيل المعلنة… وما وراءها؟

الجيش الإسرائيلي أوضح أن أهدافه تتضمن تدمير برنامج إيران النووي والصاروخي، ووقف ما وصفه بـ”المخطط الإيراني لتدمير إسرائيل”. ومع ذلك، بدأت التساؤلات تتزايد حول ما إذا كانت هذه الأهداف قد اتسعت، خاصة بعد تلميحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول “تغيير النظام”، والغارات الإسرائيلية التي استهدفت مقرات أمنية إيرانية في طهران.

نقاشات داخلية في إسرائيل حول استغلال الفرصة

وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت عن مسؤولين دفاعيين رغبتهم في استغلال اللحظة لتوقيع اتفاق صارم مع إيران بينما هي في موقف ضعيف. لكن في نظر ليئات، استمرار الحرب يبدو كابوسًا. وقالت: “إيران ليست حماس ولا الحوثيين… هذه دولة تمتلك صواريخ حقيقية. كنا نرتاح في أسِرَّتنا عندما كان الحوثيون يضربوننا. اليوم، البنايات تنهار وتفكر: أنا التالية؟”

ضحايا الحرب من الجانبين

الهجمات الإيرانية أودت بحياة 24 شخصًا داخل إسرائيل وأصابت المئات، في حين قُتل أكثر من 430 شخصًا في إيران، وأُصيب ما يزيد عن 3500 في الضربات الإسرائيلية.

تل أبيب: بين الحياة الطبيعية وشبح الحرب

ورغم استمرار القتال، بدا المشهد في تل أبيب يحمل بعضًا من مظاهر الحياة اليومية: أشخاص يحتسون القهوة في مقهى قريب من موقع الانفجار، عداؤون في الشوارع، وزجاج نوافذ جديد لا تزال ملصقاته التجارية عليه. وفي الوقت نفسه، أعلنت القوات الإسرائيلية تنفيذ موجة جديدة من الهجمات على غرب إيران.

دعم شعبي واسع رغم القيود الأمنية

أما الدعم الشعبي داخل إسرائيل، فبدا واسعًا للحرب، بما في ذلك من جانب المعارضة. زعيمها يائير لابيد وصف الضربات الإسرائيلية بأنها “مبررة وضرورية”، في حين أن التظاهرات المعارضة كانت نادرة، بسبب القيود التي فرضتها وزارة الداخلية على التجمعات.

أصوات المدنيين وسط القتال المستمر

غيل، موظف في قطاع التكنولوجيا ويبلغ 32 عامًا ويسكن قريبًا من الموقع المستهدف، قال: “الناس هنا يدركون ضرورة ما يحدث. لا أظن أن أي مدني لديه ما يكفي من المعلومات ليقرر متى تنتهي الحرب أو كيف.”

 حياة بين الملاجئ وانتظار النهاية

وفي الوقت الذي تستمر فيه العمليات العسكرية من الجانبين، تبقى حياة الناس بين الملاجئ والأنقاض، بانتظار نهاية لا تلوح في الأفق.

يارا حمادة

صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى