ترامب يتابع من غرفة العمليات تطورات الهجوم الإيراني على قاعدة العديد
إيران تستهدف أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط وتؤكد تجنب الخسائر البشرية

أكدت مصادر من البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متواجد حاليًا داخل غرفة العمليات، يرافقه وزير الدفاع بيت هيغسيث ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال دان كاين، وذلك لمتابعة تطورات الهجوم الإيراني على قاعدة “العديد” الجوية في قطر، وهي أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط. وأفادت شبكة CNBC بأن المسؤولين الأمريكيين يراقبون عن كثب أي خطوات انتقامية محتملة من الجانب الإيراني.
إيران: الضربة الصاروخية رسالة تهدئة
أعلنت إيران أن عدد الصواريخ التي أطلقتها على قاعدة العديد يعادل عدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في قصف المنشآت النووية الإيرانية مؤخرًا. وأوضح المجلس الأعلى للأمن القومي أن اختيار القاعدة جاء لوقوعها خارج المناطق السكنية، مؤكدًا أن الهدف لم يكن إيقاع خسائر بشرية بل توجيه رسالة مدروسة لاحتواء التصعيد.
تنسيق مسبق وتحذيرات قبل الهجوم
أشارت تقارير صحيفتي “نيويورك تايمز” و”رويترز” إلى أن إيران أبلغت قطر مسبقًا بموعد الضربة، مما أتاح للقوات الأمريكية إخلاء القاعدة قبل وقوع القصف. وصرّح المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري بأن الدفاعات الجوية تصدت للهجوم دون وقوع إصابات، مؤكدًا احتفاظ بلاده بحق الرد وفق القانون الدولي وبما يتناسب مع طبيعة الاعتداء.
قطر تدين وتدعو إلى التهدئة
أدانت قطر رسميًا الهجوم الإيراني على أراضيها، واصفة إياه بـ”العدوان الصارخ”، محملة التصعيد للسياسات الإسرائيلية “المتمادية”، بحسب البيان. كما دعت إلى وقف العمليات العسكرية فورًا والعودة إلى مسار التفاوض والحلول الدبلوماسية.
ضربات موازية في العراق وإنذار دفاعي
ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” أن صواريخ استهدفت في نفس التوقيت قاعدة عين الأسد في العراق، والتي تضم جنودًا أمريكيين. وتم تفعيل منظومة الدفاع الجوي في القاعدة تحسبًا لهجوم آخر، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية مطلعة.
التحركات الإقليمية: إغلاقات واستعدادات دبلوماسية
أعلنت البحرين إغلاق مجالها الجوي مؤقتًا خشية امتداد الضربات. كما وجهت بريطانيا تحذيرات لرعاياها في قطر وطالبتهم بالبقاء في أماكن آمنة. في السياق ذاته، وصلت طائرة عسكرية تقل بريطانيين من إسرائيل إلى قبرص ضمن جهود الإجلاء. وأعربت روسيا عن دعمها لحق إيران في الدفاع عن نفسها، ووصفت شراكتها مع طهران بأنها “غير قابلة للكسر”.
تداعيات اقتصادية وعسكرية على الأرض
رغم التهديدات، لم يُغلق مضيق هرمز، إلا أن ثلاث ناقلات نفط وكيماويات غيّرت مسارها احترازيًا. أصدرت إسرائيل تحذيرًا لسكان طهران بالابتعاد عن المنشآت العسكرية والصناعية. كما سقطت طائرة مسيّرة مجهولة في العاصمة الأردنية عمّان، دون وقوع إصابات بشرية، حسب ما أعلنت السلطات.
تباين دولي في المواقف
فرنسا أدانت قصف سجن “إيفين” في طهران، الذي يضم معتقلين فرنسيين، وطالبت بوقف فوري للعمليات العسكرية. من جهتها، رفضت إيطاليا دعوة إسبانيا لتعليق اتفاق الشراكة الأوروبية مع إسرائيل. أما ألمانيا، فأكدت عدم وجود أي تهديد مباشر داخل أراضيها في الوقت الراهن.
تحذيرات أمريكية من السلاح النووي وتصريحات ترامب
جددت الولايات المتحدة تحذيرها من امتلاك إيران سلاحًا نوويًا. في المقابل، صرّح الرئيس ترامب بأنه ما زال مهتمًا بالخيار الدبلوماسي، لكنه لمح إلى إمكانية دعم تغيير النظام الإيراني إذا ما استمرت طهران في رفض التفاوض. وأكد رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن القصف الأمريكي ربما تسبب بأضرار كبيرة لمنشأة “فوردو” النووية المدفونة داخل الجبال.