حوادث وقضايا

اسرائيل وايران تواصلان تبادل الضربات رغم إعلان ترامب وقف إطلاق النار

تبادل الضربات بين إسرائيل وإيران يتواصل رغم إعلان ترامب وقف إطلاق النار

 

 

رغم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقفًا “كاملًا وشاملًا” لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، إلا أن الاشتباكات العسكرية تواصلت بين الجانبين صباح الثلاثاء، في ظل تصاعد الشكوك حول صمود الهدنة الهشة بعد 12 يومًا من الحرب.

 

ضربات متبادلة بعد ساعات من الهدنة

في حوالي الساعة 10:30 مساءً بتوقيت إسرائيل، دوت صافرات الإنذار في شمال البلاد بعد رصد إطلاق صواريخ من إيران، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي. وأشارت التقارير إلى اعتراض صاروخين، في حين نفت طهران تمامًا تنفيذ أي ضربات بعد إعلان الهدنة. غير أن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أصدر تعليمات فورية بشن ضربات “قوية” على أهداف في قلب العاصمة الإيرانية طهران.

 

وقال غالانت في بيان: “أصدرت أوامري لقوات الجيش بالرد القوي على الانتهاك الإيراني لوقف إطلاق النار عبر استهداف مراكز النظام والبنية التحتية الإرهابية داخل طهران، في استمرار للهجمات التي بدأت أمس”.

 

تهديدات وتصعيد متبادل

فيما أعلنت إسرائيل رسميًا قبولها بوقف إطلاق النار بعد مرور نحو 90 دقيقة على إعلان ترامب، نشر وزير المالية اليميني المتشدد بتسلئيل سموتريتش رسالة تحذيرية عبر منصة X، قال فيها: “طهران سترتجف”.

 

من جانبها، اعتبرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن “وقف إطلاق النار فُرض على العدو” بعد أربع موجات من الهجمات الإيرانية على “أراضٍ محتلة”. وأكدت السلطات الإسرائيلية أن إيران أطلقت 20 صاروخًا أسفرت عن مقتل خمسة إسرائيليين وإصابة 22 آخرين في مدينة بئر السبع.

 

ضربات إسرائيلية عنيفة واستهداف علماء نوويين

قبل ساعات من إعلان الهدنة، نفذت إسرائيل أعنف غاراتها حتى الآن على العاصمة الإيرانية طهران، بحسب شهادات السكان المحليين. وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية بمقتل تسعة أشخاص شمال البلاد، بينما أعلنت إسرائيل تدمير منصات إطلاق صواريخ في غرب إيران واستهداف عشرات المواقع في طهران.

 

كما أعلنت إسرائيل اغتيال العالم النووي الإيراني محمد رضا صديقي صابر في منزل والديه شمال إيران، وذلك بعد أيام من مقتل نجله البالغ من العمر 17 عامًا في غارة على منزل العائلة بطهران. وارتفع بذلك عدد العلماء الإيرانيين الذين اغتيلوا في هذه الحرب إلى 15.

 

خلف الكواليس… واشنطن وطهران على حافة التفاوض

وجاء إعلان ترامب عن الهدنة بعد أن نفذت إيران هجومًا صاروخيًا “منسقًا” على قاعدة أميركية في قطر ردًا على مشاركة واشنطن في ضرب منشآت نووية إيرانية. وأكد ترامب لاحقًا أن إيران “أبلغتنا مسبقًا” بالهجوم، مضيفًا أنه لم يُصب أي جندي أميركي.

 

وبينما تساءل محللون عن توقيت بدء الهدنة الفعلي، خاصة مع تواصل الهجمات، قال السفير الأميركي السابق في إسرائيل دانيال شابيرو: “هل لدى إسرائيل 12 ساعة إضافية لاستكمال ضرباتها؟ أم أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ الآن؟”.

 

في المقابل، نشر أحد سكان طهران على مواقع التواصل: “القصف الليلي على العاصمة كان عنيفًا للغاية. ساعة كاملة من الانفجارات المتواصلة… نحن شعب أعزل تمامًا”.

 

إيران تتهم وتلوّح وتنتظر

وفي بيان له أثناء تحليق الصواريخ، قال الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان: “لم نبدأ الحرب، ولم نسعَ لها. لكننا لن نترك أي اعتداء على إيران العظيمة بلا رد”.

 

في حين قال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس إن الهجمات الأميركية “دمرت قدرة إيران على تصنيع سلاح نووي”، في وقت لم تؤكد فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية حجم الضرر في موقع “فوردو” النووي.

 

ترامب يُعلن الانتصار… ويطمح إلى اتفاق جديد

أعلن ترامب عبر منصته “تروث سوشيال”: “مبروك للجميع! لقد تم الاتفاق الكامل بين إيران وإسرائيل على وقف شامل وكامل لإطلاق النار”. واعتبر أن ما تحقق هو “نصر”، رغم أن مستشاريه ألمحوا إلى أن هدفهم الآن هو جرّ طهران إلى طاولة المفاوضات.

 

ويُتوقع أن يتولى ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس ترامب، قيادة المفاوضات المقبلة، التي سيتحدد إطارها بناءً على ما إذا كانت المنشآت النووية الإيرانية قد تعرضت لضرر فعلي، وهو ما سيمنح واشنطن ورقة ضغط مهمة.

 

إسرائيل تُعلن النصر… والمعارضة تطالب بإنهاء حرب غزة

في الوقت نفسه، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها حققت أهدافها من الحرب – على حد وصفها – عبر “إزالة التهديد المزدوج: النووي والصاروخي”، بالتنسيق الكامل مع ترامب.

 

من جانبه، دعا زعيم المعارضة يائير لابيد إلى إنهاء الحرب في غزة أيضًا، قائلًا: “حان الوقت لإنهاء هذه الحرب أيضًا. أعيدوا الرهائن، وأنهوا القتال، ولتبدأ إسرائيل بإعادة البناء”.

 

وتشير التقديرات إلى مقتل أكثر من 56 ألف فلسطيني في غزة خلال عشرين شهرًا من القصف الإسرائيلي.

 

هدنة معلقة بين نارين

رغم إعلان وقف إطلاق النار، يبدو أن المنطقة ما تزال في قلب العاصفة، إذ لم يتضح بعد إن كانت هذه الهدنة تمثل نهاية فعلية لـ”حرب الأيام الـ12″، أم أنها مجرد هدنة مؤقتة ستنهار مع أول قصف جديد.

 

الطرفان يلوحان بالقوة، والدمار يمتد من بئر السبع إلى طهران، والمخاوف من انفجار أوسع لا تزال قائمة… والأسئلة أكثر من الإجابات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى