نتنياهو في قبضة العدالة وترامب يدافع: محاكمة تاريخية تثير جدلًا دوليًا
الهدايا، السيجار، والمحاكمة الكبرى: نتنياهو في مهب الفضيحة وترامب يُشعل الموقف

في القانون لا مجال للهروب ولا تساهل مع المسؤولين، حتى وإن كانوا رؤساء وزراء أو حكامًا فعليين لدول عظمى أو دول ذات سيادة، وكثيرًا ما يمتثلون أمام العدالة للخضوع للأحكام وتطبيق العقوبات، أيا كان مداها وأيا كانت شدتها، لا وسائط ولا نفوذ قادرين على الردع أو تخفيف العقوبات أو تهدئة الوضع العام.
فقد حازت محاكمة نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الحالي انتشارًا واسعًا وحيزًا كبيرًا من القنوات الإعلامية، من بين مؤيد للمحاكمة ومعارض لها، فلم تسهم الحروب التي يخوضها نتنياهو حاليًا في تهدئة الوضع أو حتى التغافل عن بعض تلك القضايا.
ومؤخرًا يخضع بنيامين نتنياهو للمساءلات القانونية بخصوص ثلاث قضايا فساد معروفة إعلاميًا بالقضايا 2000 ، 1000 ، 4000، حيث يواجه اتهامات تتعلق بتلقي هدايا فاخرة بمبالغ ضخمة، وقضايا أخرى تتمثل في تلميع صورته للعامة وتحسينها أمامهم من قبل صحيفة يديعوت أحرونوت مقابل التضييق على منافستها إسرائيل هيوم، وتهمة أخرى تحت مسمى الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة لتلميع صورته إعلاميًا على موقع “والا”.
القضية 1000 هي الاكثر تأثيرا على سلطة نتنياهو
ومن بين القضايا، فقد حازت القضية 1000 الخاصة بتلقيه العديد من الهدايا الفاخرة كزجاجات الشامبانيا والمجوهرات الثمينة والسيجار، والتي تركز في الأساس على علاقته بممولين، وأهمهم رجال الأعمال ،جيمس باكر وأرنون ميلشيان.
فقد وُجّهت له تلك التهمة بخصوص تلقيه تلك الرشاوى والتحايل على القانون مقابل تقديم مساعدات وتسهيلات حكومية، خاصة في مجالات الإقامة والضرائب والاستفادة من منصبه كوزير اتصالات ورئيس حكومة.
ترامب يثير الجدل لمساعدة بيبي نتنياهو
في المقابل، لم يسكت دونالد ترامب، ولم يترك صديقه الذي ساعده في تنفيذ مخططاته، ليس فقط في أمريكا فحسب، وإنما أيضًا في الشرق الأوسط. فقد صرح ترامب، الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية، عبر حسابه على منصة Truth Social، بادئًا حديثه تحت عنوان “Breaking news خبر عاجل”
قائلًا: “كنت مصدومًا عندما سمعت أن إسرائيل، بعد أحد أعظم انتصاراتها، تواصل هذه المطاردة السخيفة ضد قائدها العظيم في زمن الحرب، بيبي نتنياهو!”
وأضاف: “قاتلنا سويًا ضد عدو ذكي وخطير – إيران – ونجحنا معًا في إنقاذ إسرائيل من خطر نووي وشيك. بيبي كان محاربًا حقيقيًا، لا مثيل له في تاريخ إسرائيل”.
وفي تعليقه على المحاكمة الجارية، قال ترامب: “رجل كهذا، خدم بلاده بهذا الإخلاص، لا ينبغي أن يُحاكم بسبب ‘سيجار ودمية باغز باني’! إنها حملة مطاردة سياسية تهدف لتدميره… يجب إلغاء المحاكمة فورًا، أو إصدار عفو له”.
هل تتجه أمريكا لحماية نتنياهو؟
تصريحات ترامب أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الإسرائيلية والدولية، حيث يرى البعض أنها تعكس نية بعض الدوائر الأمريكية في إعادة تأهيل نتنياهو سياسيًا، أو على الأقل تقويض استقلالية القضاء الإسرائيلي.
وفي المقابل، يرى آخرون أن كلام ترامب لا يعدو كونه محاولة لاستعادة حضوره في المشهد الدولي من خلال شخصية قريبة منه.
المحاكمة مستمرة… وسط ضغط شعبي
رغم دعم ترامب، تواصل المحكمة المركزية في القدس النظر في قضايا نتنياهو، مع استمرار مرحلة الاستجواب المتبادل التي بدأت في يونيو الجاري، والتي قد تستمر حتى منتصف 2026.
في الوقت ذاته، يواجه نتنياهو تصاعدًا في الاحتجاجات الداخلية، ومطالبات متزايدة بالاستقالة، ليس فقط بسبب قضايا الفساد، ولكن أيضًا بسبب إدارته للحرب الأخيرة وآثارها على الداخل الإسرائيلي.