خطاب الإبادة في إسرائيل: حين يصبح قتل الفلسطينيين أمراً مألوفاً.
من التصريحات السياسية إلى الإعلام والفن، كيف تحوّل التحريض على الإبادة الجماعية في غزة إلى ظاهرة علنية ومنظمة؟

منذ 7 أكتوبر 2023، لم تعد التصريحات الإسرائيلية موجهة ضد “حماس” فحسب، بل اتسعت لتشمل كل ما هو فلسطيني.
من وزراء إلى إعلاميين، ومن فنانين إلى جنرالات، خرجت كلمات لم تَعُد مجرد تحريض، بل باتت تتقاطع مع تعريف الإبادة الجماعية في القانون الدولي.
من الكنيست: دعوات للإبادة دون تورية
ماي جولان، وزيرة المساواة: “الحرب ليست ضد حماس، بل ضد دولة غزة نفسها.”
نيسيم فاطوري، نائب رئيس الكنيست: “اطردوا الأطفال، لا تدعو أحداً يعود. امحوا غزة.”
إسحاق هرتزوغ، رئيس الدولة: “هذه أمة كاملة مسؤولة. لا أحد بريء.”
ميراف بن آري، نائبة في الكنيست: “أطفال غزة جلبوا هذا على أنفسهم.”
هذه التصريحات لا تترك مجالاً للبس: الهدف ليس هزيمة عسكرية، بل محوٌ شامل.
الإعلام الإسرائيلي… من منصة إلى محرّض
في قناة 14 – التي باتت الأكثر مشاهدة – يُبث يومياً تحريض ممنهج، بعبارات دمويّة:
شايا غولدن: “سنُبيد. نعم، انشروا هذا المقطع.”
داني نيومان: “قتل 100 ألف غزي كان الحل منذ اليوم الأول.”
نشطاء إسرائيليون يحذّرون: “ما يُبث ليس رأياً شخصياً، بل سياسة مرخّصة، تذهب مباشرةً إلى آذان الجنود.”
حين يغني الفن للمحرقة
إيال جولان، نجم غناء: “امحوا غزة تماماً.”
إلعاد باراشي، منتج تلفزيوني: “غرف غاز. قطارات. سحق. محو… نعم، غزة تستحق الهولوكوست.”
أصبحت الإبادة “محتوى فنياً” يتلقاه الجمهور بلا مساءلة، بل ويصفق له البعض.
الإبادة كإستراتيجية حرب معلنة
يوآف غالانت، وزير الدفاع: “سندمر كل شيء.”
محللو قناة 14: “لا يوجد مدنيون في غزة. الجميع أهداف مشروعة.” وهكذا تتحوّل الإبادة من رغبة سياسية إلى أداة عسكرية رسمية، توظّف لتبرير قتل المدنيين بالجملة.
في الختام
ما يُقال اليوم في إسرائيل، ليس انفعالات لحظية.
إنه خطاب منظم، متكرر، ممنهج، وعلني.
وإذا كانت الإبادة تبدأ بالكلمة، فإن الكلمات قد قيلت – بل وأُذيعت على الهواء.