الاقتصاد

تراجع ثقه المستهلكين الأمريكيين في يونيو وسط تصاعد المخاوف الاقتصادية

تراجع ثقة المستهلكين الأمريكيين في يونيو وسط مخاوف اقتصادية

 

سجّل مؤشر ثقة المستهلكين الأميركيين تراجعًا ملحوظًا في يونيو 2025، وفق ما أعلنته مؤسسة The Conference Board، ما يعكس تزايد القلق حيال الأوضاع الاقتصادية وتراجع التوقعات بشأن الدخل وسوق العمل.

بحسب التقرير، هبط المؤشر العام إلى 93 نقطة مقارنة بـ 98.4 نقطة في مايو، وهو انخفاض حاد يمحو قرابة نصف المكاسب المسجلة في الشهر السابق. كما تراجع مؤشر الوضع الحالي إلى 129.1 نقطة، ومؤشر التوقعات المستقبلية إلى 69 نقطة، ما دون العتبة التاريخية البالغة 80 نقطة والتي عادة ما تشير إلى ركود اقتصادي محتمل.

تدهور واسع في المزاج العام

قالت ستيفاني جيشارد، كبيرة الاقتصاديين في المؤسسة:

 

“كان التراجع شاملاً على مستوى كافة مكونات المؤشر. انخفضت نظرة المستهلكين إلى الأوضاع الحالية والمستقبلية على حد سواء، مع استمرار ضعف التفاؤل حيال توفر الوظائف والدخل المتوقع”.

 

وأشارت إلى أن تقييم المستهلكين لسوق العمل تراجع للشهر السادس على التوالي، وإن ظل ضمن النطاق الإيجابي، بينما انخفض التفاؤل بشأن الدخل والوظائف والأعمال في الأشهر الستة المقبلة.

 

مخاوف التضخم والسياسة التجارية لا تزال حاضرة

كشف التقرير أن أبرز المخاوف لدى المستهلكين تمثلت في الرسوم الجمركية وارتفاع الأسعار، رغم ظهور إشارات على انخفاض متوقع في التضخم، حيث تراجعت توقعات المستهلكين لمعدل التضخم على مدى 12 شهرًا من 6.4% في مايو إلى 6% في يونيو.

كما أشار التقرير إلى زيادة طفيفة في المخاوف الجيوسياسية والاجتماعية، رغم أن تأثيرها لا يزال محدودًا نسبيًا مقارنة بالقضايا الاقتصادية.

 

خطط الإنفاق والاستهلاك

أظهرت بيانات التقرير ثباتًا في خطط شراء السيارات عند أعلى مستوى منذ ديسمبر 2024، بينما انخفضت نوايا شراء المنازل. وبالمجمل، بدا أن مزيدًا من المستهلكين يفضلون التريث في قرارات الشراء الكبيرة.

 

أما على صعيد الخدمات، فقد انخفضت نوايا الإنفاق في معظم الفئات، باستثناء الإنفاق على تناول الطعام خارج المنزل، وزيارات المتاحف، وخدمات السيارات واللياقة البدنية. وارتفعت نوايا السفر الدولي، بينما تراجعت نوايا السفر داخل الولايات المتحدة.

 

مؤشرات تفصيلية من استطلاع يونيو:

الوضع الاقتصادي الحالي:

19% قالوا إن الأوضاع الاقتصادية “جيدة” (انخفاضًا من 21.4% في مايو)

 

15.3% اعتبروها “سيئة” (ارتفاعًا من 13.7%)

 

سوق العمل:

29.2% قالوا إن الوظائف متوفرة (مقابل 31.1% في مايو)

 

18.1% قالوا إن الوظائف “صعبة المنال” (مقابل 18.4%)

 

التوقعات للأشهر الستة المقبلة:

16.7% توقعوا تحسن الأوضاع الاقتصادية (انخفاضًا من 19.9%)

 

24% توقعوا تدهورها

 

15.4% توقعوا توفر المزيد من الوظائف

 

16.3% توقعوا زيادة في دخلهم (مقابل 18.6% في مايو)

 

ثقة متقلبة… وخطر الركود لا يزال قائمًا

رغم التراجع، احتفظ المستهلكون بثقة “متوسطة” في أوضاعهم المالية الحالية، بينما تحسنت نظرتهم لمستقبلهم المالي إلى أعلى مستوى خلال 4 أشهر. في المقابل، استمر القلق بشأن احتمالية الركود، مع زيادة طفيفة في نسبة من يتوقعونه خلال الـ12 شهرًا القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى