في ظل انطلاق عام دراسي جديد يشكل محطة فاصلة في حياة الطلاب، وجهت داليا الحزاوي، مؤسسة ائتلاف أولياء أمور مصر والخبيرة الأسرية، مجموعة من النصائح المهمة والمركّزة لطلاب الصف الثالث الثانوي وأولياء أمورهم، مؤكدة أن الثانوية العامة ليست نهاية المطاف، بل هي “بداية لمرحلة جديدة تتطلب نفسًا طويلًا وتنظيمًا دقيقًا”.

وأوضحت الحزاوي لموقع “العالم ف دقائق”، أن لكل مجتهد نصيب، داعية الطلاب إلى الصبر والمثابرة والتعامل مع هذه المرحلة بحكمة، مشيرة إلى أهمية الاستعداد النفسي والتنظيم الذكي للوقت من أجل تحقيق النجاح.

مجموعات الدعم المدرسية: بديل مهم للدروس الخصوصية

أكدت الحزاوي على أهمية تجربة مجموعات الدعم المدرسية التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم كبديل فعّال لمحاربة ظاهرة الدروس الخصوصية، موضحة أن هذه المجموعات تتميز بوجود معلمين مؤهلين تربويًا وأكاديميًا، على عكس بعض السناتر التي يعمل بها دخلاء على مهنة التدريس.

وشجعت الطلاب على الاستفادة من هذه المجموعات، معتبرة أنها فرصة لتلقي تعليم حقيقي داخل إطار منظم، خاصة في ظل صعوبة التحقق من كفاءة بعض المدرسين في الدروس الخصوصية المنتشرة على نطاق واسع.

كيف تختار المدرس المناسب للدروس الخصوصية؟

وفي حال عدم توفر مجموعات الدعم أو ضعف فعاليتها، أشارت الحزاوي إلى أنه لا مانع من اللجوء إلى الدروس الخصوصية، ولكن بشروط واضحة:

• الاختيار يجب أن يكون بناء على ترشيحات موثوقة من الأهل أو الأصدقاء.
•  الحذر من الدعاية المزيفة أو الشهرة المصطنعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
• ضرورة التأكد من أن المعلم متخصص ومطّلع على النظام الجديد للثانوية العامة.

وكما شددت على أهمية عدم التشتت بين أكثر من مدرس، ونصحت بالاستقرار مبكرًا مع معلم مريح نفسيًا ومتميز أكاديميًا، وفي حالة التردد يمكن تجربة حصة أو اثنتين لاتخاذ القرار الصحيح سريعًا.

 أونلاين أم أوفلاين؟ اختر نوع الدروس حسب شخصيتك

 

تناولت الحزاوي أيضًا الفرق بين الدروس الخصوصية الأونلاين والأوفلاين، مشيرة إلى أن كل نوع له مميزاته وعيوبه:

الأونلاين: يوفر الوقت والمجهود، لكنه يفتقر للتفاعل المباشر، ويحتاج لطالب منتبه ومنضبط ذاتيًا.
الأوفلاين: يوفر تفاعلًا واقعيًا وشرحًا حيًا، لكنه يستهلك وقتًا في التنقل وقد يرهق الطالب.

وأوصت الحزاوي الطلاب باختيار ما يناسب قدراتهم واستيعابهم وشخصياتهم، وليس فقط ما هو شائع.

 إدارة الوقت والتخطيط مفتاح النجاح

أكدت الحزاوي أن تنظيم الوقت هو العنصر الأساسي للتفوق في الثانوية العامة، مشددة على ضرورة:

• تحديد مواعيد الدروس الخصوصية بعناية.
• تخصيص وقت كافٍ للمذاكرة الذاتية والراحة.
•  الابتعاد عن *التسويف والمماطلة.
•  عمل جدول واقعي يومي يحتوي على فترات للمذاكرة، الترفيه، والنوم الجيد.

الفهم قبل الحفظ: عقلية جديدة للنظام الجديد

شددت الخبيرة الأسرية على أن نظام التعليم الجديد يعتمد على الفهم وليس الحفظ، وهو ما يتطلب تغيير طريقة المذاكرة، والاعتماد على:

• فهم المعلومة جيدًا قبل حفظها.
•  التعبير عن الإجابة بطريقة الطالب الخاصة.
•  الابتعاد عن النماذج الجاهزة والأساليب التقليدية في المذاكرة.

المنصات التعليمية والبُوكليت: كن مستعدًا بالأدوات المجانية

 

أكدت الحزاوي أن الوزارة وفرت منصات تعليمية مجانية، وقنوات تلفزيونية، كما أشارت إلى أن العام الجديد سيشهد وجود بوكليت تعليمييحتوي على كم كبير من الأسئلة المرتبطة بمخرجات التعلم، مما يجعله بديلًا متميزًا للكتب الخارجية التي تثقل كاهل أولياء الأمور ماديًا.

تجنب الشائعات والمشتتات

دعت الحزاوي الطلاب إلى:

• الابتعاد عن الشائعاتالتي يتم تداولها على وسائل التواصل.
• الحصول على المعلومات من الجهات الرسمية فقط مثل وزارة التربية والتعليم.
• تجنب الهاتف المحمول والإنترنت أثناء وقت المذاكرة.

نصائح مهمة لأولياء الأمور

وفي ختام حديثها، وجهت الحزاوي رسائل واضحة إلى أولياء الأمور، شملت:

• ضرورة تقديم الدعم النفسي للأبناء.
• تهيئة جو منزلي هادئ ومناسب للمذاكرة.
•  توفير تغذية صحية متوازنة تساعد على التركيز.
•  التحدث بشكل إيجابي عن الثانوية العامة وعدم بث القلق.
• تجنب اللوم، المقارنة، والمشاحنات الأسرية التي تؤثر سلبًا على الحالة النفسية للطالب.

ردود أولياء الأمور: إشادة بنصائح الحزاوي

تفاعل العديد من أولياء الأمور مع تصريحات الحزاوي، معتبرين أن هذه التوجيهات بمثابة خارطة طريق عملية ومفيدة للطلاب الجدد، خاصة في ظل غياب الوعي الكافي بكيفية التعامل مع نظام التعليم الجديد.

وتُمثل نصائح داليا الحزاوي خريطة شاملة توازن بين الجوانب النفسية والتنظيمية والتعليمية، وتؤكد أن طريق النجاح في الثانوية العامة ليس مستحيلًا، لكنه يحتاج إلى تنظيم، دعم، ومثابرة من الطالب والأسرة معًا.