في تطور لافت ضمن مجريات الحرب الروسية الأوكرانية، شنّت كييف واحدة من أجرأ هجماتها الجوية باستخدام طائرات مسيّرة، مستهدفة مدينة إيجيفسك الروسية الواقعة على بعد أكثر من 1000 كيلومتر من خط المواجهة.

ثلاثة قتلى وعشرات الجرحى

السلطات الروسية أكدت مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات في الهجوم الذي استهدف منشأة صناعية بالمدينة. ولم تُفصح عن طبيعة المنشأة، لكن الصور ومقاطع الفيديو التي انتشرت على مواقع التواصل أظهرت ألسنة لهب تتصاعد من أحد المباني، بينما حلقت طائرات مسيّرة فوق المدينة.

الهدف: منشأة لتصنيع الطائرات المسيّرة

مصدر أمني أوكراني قال لوكالات إعلام غربية إن الهجوم استهدف شركة لصناعة الطائرات المسيرة داخل إيجيفسك، مشيرًا إلى أن الضربة “أضعفت القدرة الهجومية الروسية” في ساحة المعركة. وتُعد المدينة موطنًا لعدد من المنشآت العسكرية المهمة، من بينها مصانع أسلحة ومعدات تقنية.

تصعيد في سباق المسيّرات بين موسكو وكييف

يأتي هذا الهجوم ضمن تصعيد متواصل في سباق تطوير الطائرات بدون طيار بين الجانبين. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صرّح قبل يوم واحد بأن “تطوير المسيّرات أولوية عسكرية قصوى”، مؤكدًا أن أوكرانيا تعوّل عليها في المرحلة المقبلة لردع الهجمات الروسية وتوسيع نطاق الرد العسكري.

تزامن مع اتصال بوتين وماكرون

اللافت أن الهجوم الأوكراني تزامن مع أول اتصال هاتفي بين بوتين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ قرابة ثلاث سنوات. هذا التزامن يضع الحدث في إطار جيوسياسي معقد، خصوصًا مع عودة الحديث عن دور أوروبي محتمل في جهود الوساطة أو احتواء النزاع.

رسالة استراتيجية من أوكرانيا

الهجوم لا يُعد فقط ضربة عسكرية نوعية، بل أيضًا رسالة استراتيجية واضحة من كييف بأن قدراتها التقنية توسعت لتطال عمق روسيا. ويبدو أن أوكرانيا تسعى لإرباك الصناعة العسكرية الروسية عبر توجيه ضربات دقيقة لمنشآت إنتاج الأسلحة والطائرات المسيّرة، وهي جزء حيوي من البنية الحربية الروسية.

أقرا أيضاً:

تعديلات قانون التعليم تثير الجدل بين أولياء الأمور وخبراء التربية والتعليم