عربي وعالمي

ماراثون جيفريز”: الديمقراطيون يعلنون الحرب على “قانون ترامب الوحشي”.. وترامب يرد من تروث سوشال

الدقيقة السحرية هل تكللت جهودها بالنجاح ام باءت بالفشل؟

في لحظة لم تشهدها قاعة مجلس النواب منذ عقود، وقف حكيم جيفريز، زعيم الأقلية الديمقراطية، فوق منصة الكونغرس وتحدّى الزمن، وتحدّى الأغلبية، وتحدّى التاريخ.
أكثر من 8 ساعات متواصلة من الخطابة، حوّل فيها جلسة التصويت على “قانون ترامب الكبير” إلى معركة سياسية كاملة. خطابه الطويل لم يكن مجرد اعتراض، بل صرخة مدوية ضد مشروع قانون يقول الديمقراطيون إنه قد يدمر الطبقة المتوسطة والفقراء في أمريكا لعقود قادمة.

حكيم جيفريز، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، أثناء أحد خطاباته النارية داخل الكونغرس – بات اليوم رمزًا للمقاومة البرلمانية ضد ما يُعرف بـ"قانون ترامب الكبير
حكيم جيفريز، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، أثناء أحد خطاباته النارية داخل الكونغرس – بات اليوم رمزًا للمقاومة البرلمانية ضد ما يُعرف بـ”قانون ترامب الكبير

الساعة الخامسة صباحًا: الدقيقة التي تحوّلت إلى عاصفة

في توقيت فجر الخميس، استخدم جيفريز ما يُعرف بـ”الدقيقة السحرية” – ثغرة برلمانية تسمح لقادة الكتل بالتحدث بلا حدود بعد انتهاء الجلسة الرسمية.
بدأ يتحدث… ولم يتوقف. حتى تجاوز الرقم القياسي المسجّل سابقًا باسم الجمهوري كيفن مكارثي.
في خطابه، قال جيفريز بوضوح: “هذا القانون ليس مجرد خطأ… إنه جريمة منظمة ضد الشعب الأمريكي”.

 

قانون ترامب: تخفيضات للأثرياء… وتهديد للفقراء

مشروع القانون، الذي صاغه ترامب بنفسه ويضغط الجمهوريون لإقراره، تتجاوز قيمته 4.5 تريليون دولار، ويتضمن: تخفيضات ضريبية سخية لكبرى الشركات وأصحاب المليارات و  وعلى النقيض يقوم بتقليص تمويل برامج الدعم الغذائي والصحي ويوسع صلاحيات الترحيل الجماعي و يدعم خفض كبير لبرامج الرعاية مثل “ميديكير” و”ميديكيد”

ادى ذلك الى اطلاق الديمقراطيين على القانون اسم “الوحش الكبير”، لأنهم يرون فيه محاولة لنسف آخر ما تبقّى من دولة الرعاية.

 

قصص حقيقية تهز القاعة: “لن نتفرّج وهم يموتون”

أمام الميكروفون، لم يقرأ جيفريز من ورق سياسي، بل من ملفات حقيقية لمواطنين أمريكيين قال إنهم الضحايا القادمين.قرأ عن أم عزباء لن تجد الحليب لأطفالها، عن مسنّين سيفقدون أدويتهم، عن مرضى سرطان سيتوقف علاجهم. ثم قال بانفعال: “نحن لا نبالغ. سيموت الناس. عشرات الآلاف، بسبب هذا الاعتداء الجمهوري المتوحش”.

 

ترامب يتدخّل شخصيًا: اتصالات وتهديدات و”ماجا” على الخط

في مقابل ذلك لم يقف ترامب متفرجًا. فقد أجرى مكالمات مباشرة لنواب جمهوريين مترددين، محذرًا من خسارة دعم قاعدة “ماجا” المؤثرة. وفي منشور غاضب على “Truth Social”، خاطبهم قائلًا: “ما الذي تنتظرونه؟ قاعدة MAGA لن تسامحكم… تحركوا فورًا!”

 

ليست المرة الأولى: الديمقراطيون يتقنون “تكتيك الاستنزاف”

في أبريل الماضي، قاد السناتور كوري بوكر خطابًا استمر 25 ساعة، وفي يونيو اعتصم مع جيفريز وقيادات ديمقراطية أخرى 12 ساعة أمام الكابيتول تحت شعار: “نحكي للشعب… قبل أن يُسلب منه كل شيء”. فتحوّلت هذه التكتيكات إلى سلاح حقيقي في يد الديمقراطيين، لكسب الرأي العام وتعطيل آلة التشريع الجمهوري.

أمريكا على الحافة: هل ما زال هناك وقت للرجوع؟

خطاب جيفريز لم يكن فقط عن ضرائب أو إنفاق، بل كان نداء أخير من معسكر يسعى لحماية ما تبقى من دولة اجتماعية تُركت تنزف. في المقابل، يرى الجمهوريون أن هذا هو الوقت المثالي لتحجيم الإنفاق الحكومي وتحفيز السوق الحر.

لكنّ الانتخابات تقترب، والخطوط الفاصلة أصبحت معركة هوية: والمؤشرات تقول بان ترامب في موقف لا يحسد عليه  , هكذا السياسة “لا تسير الامور فيها دائما كما يريد صانعها ؛خاصة في ظل وجود منافس قوي مثل الديمقراطيين” والجدير بالذكر أن جيفريز لم يكن يتحدث فقط نيابة عن حزبه، بل عن ملايين الأمريكيين القلقين من قانون قد يغيّر وجه بلادهم.
خطابه الماراثوني فتح أبوابًا مغلقة، وأجبر وسائل الإعلام على إعادة طرح السؤال الأهم:
هل من يحكم أمريكا الآن… يسمع صوت الناس فعلًا؟

رجاء رضا

رجاء رضا بكالوريوس إعلام – جامعة القاهرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى