فن وثقافة

هل تجرؤ على انتقاد أوبرا؟ روزي أودونيل تكسر حاجز الصمت ضد “ملكة الإعلام”

هجوم على أوبرا وينفري يكشف الوجه الآخر لأسطورة الإعلام

ما حدث في نهاية الأسبوع لم يكن مجرد زفاف باذخ بين الملياردير جيف بيزوس والمذيعة لورين سانشيز في البندقية. بل كان عرضًا جماهيريًا لنخبة المشاهير الأثرياء.وصدمة أخلاقية لكثيرين.

فمن ضمن المدعوين الذين أثاروا الجدل، ظهرت أوبرا وينفري برفقة صديقتها غايل كينغ، في مشهد أثار تساؤلات: هل تقف سيدة القيم والتمكين النسوي جنبًا إلى جنب مع رجل متهم بازدراء حقوق عماله؟

هذا ما لم تستطع روزي أودونيل السكوت عنه.

 

جملة واحدة… لكنها زلزلت الأرض، حيث نشرت أودونيل على إنستجرام تعليقًا مقتضبًا لكنه لاذع:

“أوبرا صديقة لجيف بيزوس؟ حقًا؟ كيف يكون ذلك ممكنًا؟ هو يعامل موظفيه بازدراء. بأي مقياس، هو ليس إنسانًا لطيفًا.”

كلمات قليلة، لكنها كافية لإحداث هزة غير معتادة في جدار التبجيل المحيط بأوبرا، الذي ظل صلبًا لعقود.

 

لماذا نخشى انتقاد أوبرا؟

ببساطة، لأن أوبرا ليست مجرد إعلامية. هي “الملكة الأم” لثقافة المشاهير الأمريكية. من منا لا يتمنى أن يُختار كتابه ضمن نادي قراء أوبرا؟ هي التي صنعت مؤلفين، وغيّرت مسارات مهن بكلمة واحدة.

حتى نجوم بحجم سارة جيسيكا باركر وريس ويذرسبون يدينون بنجاح مشاريعهم الأدبية لنسخة أوبرا من “اللمسة الملكية”.

 

بل إن جوناثان فرانزن، الروائي الأمريكي المعروف، لا يزال يُذكر في الإعلام بسبب تجرّئه على انتقاد اختيار أوبرا لروايته عام 2001، حين وصف اختياراتها بأنها “شعبوية أكثر من اللازم”.

النتيجة؟ هجوم ناري، حتى من الروائية جويس كارول أوتس.

 

أوبرا التي تغيّرت… أم نحن من تغيّرنا؟

في الحقيقة، ليست هذه أول مرة تُتهم فيها أوبرا بمواقف مشكوك فيها. فهي من دعمت دكتور أوز قبل أن يتحول إلى ظاهرة شعبوية.

وروّجت لأفكار علم زائف مثل كتاب “السر”. كما وفّرت منصة للمشاهير الذين ينشرون معلومات مضللة عن اللقاحات.

 

لكن مشاركتها في زفاف بيزوس كانت رمزية: التحام بين المال الفاحش وصورة أوبرا التي بُنيت تاريخيًا على محبة البسطاء، وفقا لما نشرته جريدة الجارديان

 

الحلم الأمريكي… ولكن بدون سياق

في كتابها عصر أوبرا، تقول الباحثة جانيس بيك إن سردية أوبرا تعزز المفهوم الفردي الضيق للحلم الأمريكي: “من الفقر إلى القمة، فقط بالإرادة والعمل”.

لكنها، بحسب بيك، تتجاهل السياقات الاجتماعية والتاريخية والسياسية التي جعلت ذلك ممكنًا لها – لكنها ليست متاحة للجميع.

وبالتالي، هل تتحول رسالة أوبرا من الإلهام إلى التواطؤ مع نخبة اقتصادية لا تؤمن بالمساواة الاجتماعية؟

 

روزي قالتها… ونحن نفكر بصوت مرتجف

اللافت أن مجرد التعبير عن انتقاد بسيط لأوبرا يُشعر حتى الكُتّاب بالمخاطرة. تقول بروكس بسخرية ذاتية في نهاية مقالها:

“وأنا أكتب هذا الآن، أشعر بعقدة في معدتي… يا إلهي، هل ارتكبتُ خطأ؟ أوبرا، أنا آسفة! ما زلت أحبك! رجاءً، اختاري كتابي المقبل لناديك!”

اقرأ ايضا

الحرس القديم 2″: تشارليز تيرون في صدام ناري مع أوما ثورمان… من ينتصر بين الخالدين؟

في النهاية…

من الطبيعي أن نُحب أوبرا، لكن من الضروري أيضًا أن نُخضعها للمساءلة. فمن تحظى بهذا القدر من التأثير على الثقافة والرأي العام، لا ينبغي أن تُعامل كقديسة فوق النقد.

 

روزي فتحت الباب. والسؤال الآن: هل سيجرؤ أحد على الدخول؟

ياسمين خليل

ياسمين خليل، حاصلة على ليسانس آداب قسم علوم الاتصال والإعلام، تتمتع بخبرة في إدارة المحتوى والتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب مهاراتها في الإعلام والعلاقات العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى