حوادث وقضايا

حريق سنترال رمسيس يفتح ملف إدارة الأزمات في الجهاز الحكومي المصري

حادث الحريق يكشف غياب الخطط البديلة والتنسيق بين المحافظات والوزارات رغم تكرار الأزمات

بعد حادثة الحريق الذي أثر على سنترال رمسيس وأسفر عن وفاة وإصابة 31 موظفًا حكوميًا وتأثر 144 خدمة حكومية، يطرح سؤال ملح: هل تطبق الوزارات الحكومية في مصر علم إدارة الأزمات بشكل فعال؟

أكاديمي متخصص يرصد الإشكاليات

تناول الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة الحكومية والمحلية، الموضوع من عدة جوانب، مستعرضًا الإحصائيات والقوانين والمراحل الأكاديمية والتنفيذية لتطبيق علم إدارة الأزمات داخل الجهاز الإداري للدولة.

خدمات الإنترنت مرتبطة بـ 144 خدمة حكومية

وفقًا لعرفة، فإن خدمات الإنترنت الثابت والمحمول ترتبط بـ144 خدمة حكومية في الجهاز الإداري للدولة بنسبة 44% محليًا، بينما تسجل ارتباطًا بنسبة 92% دوليًا في المتوسط العام.

نمو قطاع الاتصالات لا يواكبه استعداد للأزمات

كما أشار إلى النمو السريع الذي يشهده قطاع الاتصالات في مصر على مدار سبعة أعوام متتالية بمعدل نمو يتراوح بين 14% إلى 16%. من ناحية أخرى، بلغت مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي نسبة 6%.

مصر الأولى أفريقيًا في سرعة الإنترنت.. لكن الأزمة كشفت الثغرات

وعلى الرغم من تقدم مصر، حيث تحتل المركز الأول أفريقيًا في سرعة الإنترنت الثابت بمتوسط 85.64 ميغابت/ثانية، فإن إدارة الأزمات في بعض الوزارات الحكومية لا تزال تواجه تحديات واضحة.

اقرا ايضا:

آسيا الوسطى في مرمى النيران: تصعيد إيران وإسرائيل يهدد التوازن الإقليمي

تكرار الحرائق في وسط البلد مؤشر مقلق

وأوضح عرفة أن ظاهرة الحرائق التي تكررت في منطقة وسط البلد تشكل مؤشرًا خطيرًا. ومن أمثلتها حرائق مبنى البريد في رمسيس، المعامل المركزية، المحال التجارية، المخازن، والمصانع، مع غياب التنسيق بين المحافظين والوزارات ووضع السيناريوهات الاستراتيجية.   

تقرير ـ حريق سنترال رمسيس.

حادثة سنترال رمسيس: لا خطط بديلة ولا استجابة فورية

في أزمة سنترال رمسيس تحديدًا، أشار عرفة إلى غياب الخطط البديلة في الوزارات الخدمية، وعدم تطبيق مراحل علم إدارة الأزمات: التنبؤ، المواجهة، وما بعد الأزمة.

قصور المحافظين رغم الصلاحيات القانونية

ولفت عرفة إلى أن المحافظات اكتفت بإبلاغ غرف العمليات دون تحرك فعلي، رغم أن القانون رقم 43 لسنة 1979 (مادة 25 بند 1) يمنحهم صلاحيات واضحة للتحرك والتنسيق.

الضرر امتد لعدة محافظات.. والتحرك كان محدودًا

رغم امتداد تأثير الحريق إلى محافظات مثل القليوبية والجيزة وبني سويف والفيوم وحتى الأقصر، لم يتخذ أي محافظ إجراءات واضحة، باستثناء وزارة الصحة التي تعاملت بمرونة وقدمت حلولًا عملية.

“ضحايا الحريق من موظفي الجهاز الإداري.. رحلوا أثناء أداء   واجبهم”.

 

دعوة لتدريب الفرق الفنية والتنسيق مع الدفاع المدني

يؤكد عرفة الحاجة لفرق فنية مدربة في الوزارات للتعامل مع الحرائق والتنسيق مع الدفاع المدني، إلى جانب ضرورة وجود أنظمة إطفاء أوتوماتيكية وخطط بديلة للخدمات الحيوية.

تجربة مصر لا تزال دون المعايير الإقليمية والعالمية

وأشار إلى أن ما يحدث في مصر من تكرار للحرائق داخل المؤسسات الحكومية لا يوازيه تعامل مشابه في الدول العربية، ما يستدعي تطويرًا عاجلًا للقدرات المحلية.

استخدام الطائرات المروحية.. غائب رغم فاعليته عالميًا

من الحلول المقترحة أيضًا استخدام الطائرات المروحية للتعامل السريع مع الأزمات، وهو إجراء فعال معمول به عالميًا، لكنه غائب محليًا رغم الإمكانات.

“هدوء ما بعد الكارثة.. مبنى سنترال رمسيس بعد   انتهاء الحريق”.

خطوة عاجلة لضمان استمرارية الخدمات الحكومية

وفي الختام، دعا عرفة إلى تنسيق عاجل بين الشركة المصرية للاتصالات وشركات المحمول لإعادة تشغيل الدوائر المتضررة واستبدالها بخطوط بديلة لضمان استمرارية الخدمات الحكومية بكفاءة.

اقرا ايضا:

السيسي يصدر قرارات جمهورية بتعيين قيادات جديدة بالرئاسة وقناة السويس

 

الأء ياسين

صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى