افقر دول العالم تحت رحمة جماعات الضغط المرتبطة بترامب
الكونغو والصومال واليمن تدفع الملايين مقابل المساعدات بعد تفكيك الوكاله الامريكيه للتنميه

في تحول دراماتيكي لعلاقة الولايات المتحدة بأفقر دول العالم، كشفت تحقيقات حديثة أن 11 دولة فقيرة، من بينها الصومال والكونغو واليمن، وقعت صفقات بملايين الدولارات مع جماعات ضغط أمريكية مرتبطة مباشرة بالرئيس دونالد ترامب، في محاولة يائسة لتعويض قطع المساعدات الإنسانية الأمريكية.
تفكيك USAID يفتح أبواب الاستغلال
بعد أن أوقف ترامب برامج USAID رسميًا الأسبوع الماضي، وهي الوكالة التي كانت لسنوات الواجهة الأساسية للمساعدات الأميركية في الخارج، باتت هذه الدول تواجه واقعًا جديدًا أكثر قسوة: من يريد المساعدة، عليه أن يدفع — أو يساوم بثرواته الطبيعية.
خبراء حذروا من أن تفكيك الوكالة قد يؤدي إلى أكثر من 14 مليون حالة وفاة يمكن تجنبها خلال السنوات الخمس المقبلة، بينما تندفع الحكومات الفقيرة نحو واشنطن للتفاوض عبر وسطاء مدفوعي الأجر.
من المساعدات إلى البزنس: الموارد مقابل الدعم
بحسب منظمة Global Witness، وقعت هذه الدول عقودًا قيمتها أكثر من 17 مليون دولار مع جماعات ضغط مرتبطة بترامب بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة. ويشمل ذلك اتفاقيات لمنح شركات أميركية حق الوصول إلى معادن استراتيجية مثل الليثيوم والكوبالت والكولتان، مقابل دعم عسكري أو سياسي.
جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تعاني من حروب ونزوح جماعي، وقعت عقودًا مع شركة Ballard Partners بقيمة 1.2 مليون دولار.
الصومال واليمن وقعتا مع BGR Government Affairs مقابل 550 ألف دولار و372 ألف دولار على التوالي.
باكستان، التي تصارع الفقر رغم ثروتها المعدنية، تدفع 450 ألف دولار شهريًا مقابل جماعات ضغط على صلة بدوائر ترامب، من بينهم حارسه الشخصي السابق كيث شيلر.
أغلى من المساعدات”: بارونات الضغط بديلًا عن الدبلوماسية
الروابط بين ترامب وهذه الجماعات ليست خفية. برايان بالارد، صاحب شركة Ballard Partners، كان من أكبر داعمي ترامب منذ 2016. أما BGR، فكان أحد شركائها شون دافي، الذي يشغل الآن منصب وزير النقل في إدارة ترامب.
المساعدات تتحول إلى صفقات موارد وجغرافيا
ترامب، الذي يرى في المعادن الأرضية النادرة ركيزة للأمن القومي الأميركي، يسعى لتقليل الاعتماد على الصين، ويستخدم نفوذه الرئاسي لربط أي دعم عسكري أو اقتصادي للدول الفقيرة بتسهيلات حصرية في الموانئ، القواعد العسكرية، وموارد استراتيجية.
إميلي ستيوارت من Global Witness تحذر من أن “بوابة واشنطن أصبحت مفتوحة أمام اتفاقات غير عادلة… يحدث تلاعب واضح بالمساعدات وتحويلها إلى أداة تجارية انتهازية”.
أزمة أخلاقية في السياسة الأميركية
بينما لا يعد تقاطع المصالح بين جماعات الضغط والحكومات أمرًا جديدًا، فإن التفكيك المتعمد لمفهوم المساعدات الإنسانية وتحويله إلى تبادل غير متكافئ يثير مخاوف أخلاقية عميقة. المساعدات، كما تقول ستيوارت، يجب أن “تحافظ على استقلاليتها عن منطق التجارة”، لأنها “تلعب دورًا حاسمًا في استقرار العالم وليس فقط في خدمة مصالح واشنطن الجيوسياسية”.
خلاصة:
في عهد ترامب، أصبحت المساعدات الأميركية سلعة تُباع وتشترى، تُسعّر بملايين الدولارات أو مقابل ثروات معدنية نادرة. أما أفقر دول العالم، فلا خيار أمامها إلا الدفع أو التحول إلى ساحة جديدة في لعبة الجغرافيا السياسية، حيث تتقاطع المصالح بين الاستغلال والاحتياج.