مجزرة في طابور المساعدات: 10 أطفال يُقتلون أمام مركز طبي في غزة.
غارة إسرائيلية تستهدف عيادة وسط القطاع وتُفشل آمال وقف إطلاق النار وسط أزمة إنسانية خانقة.

استفاق أهالي دير البلح، وسط قطاع غزة، على مجزرة جديدة صباح الخميس، حيث قُتل 15 فلسطينياً بينهم 10 أطفال نتيجة غارة إسرائيلية استهدفت مركزاً طبياً تديره منظمة “مشروع الأمل”.
كان الضحايا يصطفون في طوابير أمام العيادة للحصول على علاج ومكملات غذائية، قبل أن يتحول المشهد إلى دماء وصراخ.
يقول محمد أبو عودة (35 عاماً): “رأيت أماً تحتضن طفلها، لم يتحركا… قُتلا في لحظة واحدة.”
ردود الفعل والإدانة الدولية
المنظمة غير الحكومية وصفت الهجوم بأنه “جريمة حرب وانتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي”، وأعلنت وقف عمل العيادة إلى أجل غير مسمى، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف “عنصرًا إرهابيًا” في حماس.
وأضافت القيادة العسكرية: “نأسف لأي أذى قد يلحق بمدنيين غير متورطين”، مشيرة إلى أن الحادثة “قيد المراجعة”.
لكن هذه التصريحات لم تخفف من غضب الشارع الفلسطيني، الذي يرى في استمرار القصف تجاه المدنيين تصعيداً غير مبرر.
تصعيد ميداني رغم المفاوضات
في غضون 24 ساعة فقط، قُتل 82 فلسطينياً في غارات جوية واشتباكات متفرقة، بحسب وزارة الصحة في غزة. وجاء هذا التصعيد بينما كانت المفاوضات بشأن هدنة إنسانية تدخل مرحلة حرجة، إذ أعربت حماس عن استعدادها للإفراج عن 10 رهائن، فيما عبّر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن “تفاؤله” بالتوصل إلى اتفاق خلال أسبوع أو اثنين.
مع ذلك، أكّد الوسيط القطري أن العقبات الجوهرية لا تزال تعرقل الوصول إلى اتفاق.
شروط متضاربة تهدد الهدنة
تطالب إسرائيل بضمانات تتيح لها استئناف العمليات العسكرية بعد أي هدنة، بينما تصر حماس على التزامات واضحة بعدم استئناف القتال.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ربط مفاوضات “وقف دائم لإطلاق النار” بضرورة نزع سلاح حماس وضمان عدم عودتها إلى حكم غزة.
ذكّر محللون بانهيار اتفاق سابق في مارس بعد أن استأنفت إسرائيل الهجوم بدلاً من التقدم نحو السلام.
نزوح ومعاناة بلا نهاية
في الجنوب، واصلت الدبابات الإسرائيلية التقدم نحو مخيمات نازحين قرب خان يونس. وشوهدت عائلات تفر تحت حرارة الشمس الحارقة، حاملة أغطيتها القليلة، بينما توثق مشاهد مصورة من مستشفى ناصر إصابة وحدة العناية المركزة بشظية ناتجة عن غارة قريبة.
أزمة غذاء تشتد وسط الاتهامات
مع اشتداد القيود على دخول المساعدات، تزايدت حالات الوفاة أثناء محاولة الوصول إلى الغذاء.
أكثر من 500 فلسطيني قُتلوا أثناء التزاحم على مراكز توزيع مساعدات تديرها مؤسسة “غزة الإنسانية” (GHF)، وسط اتهامات لحماس بسرقة الإمدادات — وهي ادعاءات تنفيها المنظمات الدولية. وعدد من منظمات الإغاثة العالمية وصفوا GHF بأنها “ذراع سياسية تُستخدم للسيطرة على المساعدات”، في خرق واضح لمبادئ العمل الإنساني.
أطفال يموتون في الانتظار
في غزة، حيث يموت الأطفال وهم ينتظرون الرعاية الطبية أو وجبة تسدّ رمقهم، يبدو أن الإنسانية تُختبر يوماً بعد آخر. ورغم الحديث عن مفاوضات ووسطاء، تبقى الحقيقة أن غزة تُدفع نحو حافة الكارثة، بلا أفق واضح للسلام.
أقرأ ايضاً:
روسيا بين بوتينية متشددة وفاشية مقنّعة: قراءة في المشروع التوسعي ضد أوكرانيا.