قانون ترامب “الجميل”: ضربة ساحقة للفقراء وخيانة صريحة لقواعده الانتخابية.
رغم وعوده بحماية "المنسيين"، يوقع ترامب قانوناً يجرّد الطبقة العاملة من تأمينها الصحي ويغرق البلاد في ديون إضافية... بينما يصفه بـ"الضخم والجميل"

في مشهد يجمع التناقض والسخرية، وقع دونالد ترامب على مشروع قانون جديد وصفه بـ”الضخم والجميل”. لكنّ مضمونه كان بمثابة طعنة في ظهر الطبقة العاملة البيضاء التي شكلت نواة قاعدته الانتخابية. القانون يتضمن تخفيضات واسعة في برامج الدعم الاجتماعي، ما يهدد مستقبل الملايين من أفقر الأمريكيين.
مليارات مقصوصة من “ميديكيد” والنتائج كارثية
يقلّص القانون دعم برنامج “ميديكيد” بمقدار تريليون دولار، مما يؤدي إلى:
فقدان أكثر من 17 مليون شخص لتأمينهم الصحي.
إغلاق مستشفيات وعيادات في المناطق الريفية.
تقليص الدعم الغذائي للأطفال والمحاربين القدامى.
تقويض قطاع الطاقة المتجددة والتعليم.
إضافة 3 تريليونات دولار إلى الدين العام.
زيادة أسعار الفائدة وانكماش في سوق العقارات.
بكلمات أخرى، القانون لا “يبني أمريكا مجدداً”، بل يهدم أسس أمانها الاجتماعي.
شعبوية فارغة… ونخبوية مدمّرة
وفقًا للكاتب سيدني بلومنتال، فإن ترامب يمارس نوعاً من الشعبوية المزيّفة المغلفة بسياسات بلوتوقراطية، تجمع بين دغدغة مشاعر الغاضبين وتكريس حكم الأوليغارشية (النخبة الثرية). قانونه الأخير كشف القناع: لم يكن “بطلاً شعبوياً”، بل مجرد أداة لإعادة تشكيل السلطة لصالح الأغنياء على حساب الفقراء الذين صدقوه.
تأييد حزبي بلا قناعة… خوفاً لا اقتناعاً
رغم أن أكثر من نصف الأمريكيين يعارضون القانون، لم يتشكل أي تيار جاد لعرقلته داخل الحزب الجمهوري. السبب؟ الخوف من ترامب. نواب يعرفون أن القانون يضرّ بناخبيهم صوتوا لصالحه خوفاً من تهديداته أو من خسارة دعم “القاعدة الترامبية”.
ابتزاز معلن في مجلس الشيوخ
شهد مجلس الشيوخ حملة ضغوط غير مسبوقة:
السناتور جوش هاولي عبّر عن رفضه للتخفيضات، ثم صوت لصالح القانون بعد “تعديلات تجميلية”.
توم تيليس تعرّض لتهديد مباشر من ترامب… فانسحب عملياً.
ليزا موركوفسكي حصلت على تنازلات شكلية، لكنها خسرت آلاف الناخبين في ألاسكا الذين سيُحرَمون من الرعاية الصحية.
ترامب… حين تتحوّل الخيانة إلى عقيدة سياسية
يقول بلومنتال إن ترامب لا يخفي طبيعته الخائنة، بل يتفاخر بها. في تجمعاته الانتخابية، يكرر قصيدة “الثعبان”، التي تروى كيف تعض الأفعى السيدة التي أنقذتها… لأنه كان من الواضح منذ البداية أنها أفعى.
الخيانة بالنسبة لترامب ليست ضعفاً بل “دهاء” سياسي. من لا يخون، في نظره، ساذج.
سجل طويل من الخداع… من العائلة إلى الدولة
ترامب لم يبدأ خيانته من القانون الجديد. القائمة تشمل:
عمال البناء المهاجرين الذين بنوا برجه.
أخاه وابن أخيه.
الأطباء الذين عالجوه.
طلاب جامعته الوهمية.
المتبرعين لمؤسسته “الخيرية”.
أصدقاءه المقربين مثل روي كوهين.
وحتى إيلون ماسك، الذي ظن نفسه شريكاً لا ضحية
الجميع خُدع… والجميع خُذل.
أنانية مفرطة… وازدراء للجميع
تحليل بلومنتال يشير إلى أن ترامب لا يرى أحداً إلا كـ”أداة مؤقتة”. سواء مهاجرين، نساء، فقراء أو حتى أنصاره المتحمسين. الجميع يُستخدم، ثم يُلقى به تحت الحافلة عند أول تعارض مع طموحاته.
خاتمة:
في نهاية المطاف، يؤكد بلومنتال أن السؤال لم يعد “من خانه ترامب؟”، بل “هل تبقّى أحد لم يخنه بعد؟”.
فقانونه الجديد ليس إصلاحاً ولا إنجازاً… بل نصب تذكاري للخداع السياسي الذي يُباع للجمهور بشعارات “جميلة وضخمة” لكنّه يُطبق كـ”خنجر في الظهر”.
أقرأ أيضاً:
ترامب يصعّد نبرته: رسوم جمركية تصل إلى 200% وارتباك في واشنطن.