حين يُحرَق السلاح… لا يعني أننا خائفون، بل أننا أكبر من الرصاصة!
في وجه الكيرلا وسلاحها، اخترنا أن نُشعل النار في الحديد… لا أن نُطفئ كرامتنا بالماء!

في زمن أصبح فيه السلاح معيار الرجولة، وفوهة البندقية ميزان الكرامة، وقف رجال لا يشبهون غيرهم، وأحرقوا أسلحتهم بأيديهم، لا لأنهم خائفون، بل لأنهم يعرفون تماماً أن من لا يملك قراره، لا يملك حق إطلاق النار.
قوات الكيرلا كانت تنتظر لحظة الانقضاض، أن تُصور نفسها منتصرة على “منزوعي السلاح”، أن تلوّح أمام الكاميرات بما تبقى من كرامة منهكة… لكنها فوجئت برجال أشعلوا السلاح قبل أن يسقط في أيديهم. تلك النار لم تكن فقط حطباً يحترق، بل رسالة مكتوبة بالنار: نحن لا نمنح سلاحنا للخصم، حتى لو كنا عُزّلاً. الكرامة لا تُسلم.
نارنا أوضح من بيانكم…
هذا الفعل لم يكن ضعفاً، بل منتهى القوة. ولم يكن هروباً، بل أعلى درجات المواجهة الأخلاقية والسياسية.
أن تُحرق سلاحك، يعني أنك رفضت أن تكون بندقيتك أداة بيد من لا يعرف الفرق بين الشجاعة والوحشية.
الرسالة وصلت:
لسنا في موقع خضوع، نحن في موقع اختيار.
ومَن يستطيع أن يختار متى يحرق بندقيته، يستطيع أن يختار متى يرفعها مجدداً، ويطلق النار في الاتجاه الصحيح.
نار السلاح اليوم… نار الثورة غداً
لا يُخيفنا أن نبدو ضعفاء للحظة، لأننا نعرف أن من يملك قراره، لا يُهزم.
ولأننا نؤمن أن كل نار تُشعل من الداخل، أقوى من ألف سلاح يُحمل من الخارج.
أحرقنا السلاح لأننا نرفض أن نُستدرج إلى مسرحية تُرضي الطغاة وتُسكت الأحرار.
نارنا لم تكن نهاية… بل بداية.
رسالة للتاريخ: لا تُخطئوا فهم الصمت
السكوت ليس تنازلاً، بل تهديد غير معلن.
والرماد ليس انطفاءً، بل وقوداً لجولة قادمة لن يُطفئها ماء الجبناء ولا نيران المرتزقة.
الذين أحرقوا سلاحهم اليوم، لا يحتاجون إذناً كي يحملوه غداً.
هم من يصنعون التوقيت، ويرسمون المعركة، ويعرفون متى يكون السلاح شرفاً… ومتى يكون عاراً إن سقط في يد لا تستحق.
خاتمة:
نحن لا نحرق السلاح لأنه انتهى زمن القتال، بل لأننا نُعلن بداية زمن جديد، زمن تُحرق فيه القيود، لا البنادق.
فلا تفهموا الصمت على أنه هزيمة، ولا الرماد على أنه نهاية… لأن من أحرق سلاحه اليوم، سيصنع من رماده عاصفة غداً.
أقرأ أيضاً:
حين يتحول السلام إلى صراخ: انفجار يهز كنيسة في دويلعة.