فن وثقافة

جيمس غان: رجل هوليوود الخارق الذي أنقذ الأبطال الخارقين من الانقراض

بين الغرابة والحنين والتحديات الإنتاجية.. "سوبرمان" الجديد رهان جيمس غان لإنقاذ نوع سينمائي يحتضر

وسط التراجع الحاد في شعبية أفلام الأبطال الخارقين، يبرز اسم جيمس غان كواحد من آخر الناجين في هذا النوع السينمائي الذي كان مهيمنًا على شباك التذاكر لعقدين من الزمن. غان.

المخرج الذي بدأ مسيرته بأفلام سوداء الكوميديا منخفضة التكلفة، تمكن من إعادة تعريف علاقة الجمهور بالأبطال الخارقين، من خلال جرعة متوازنة من الفكاهة والحنين والغرابة البصرية.

واليوم، مع إطلاق فيلمه الجديد “سوبرمان”، يراهن غان ليس فقط على إحياء أشهر شخصية في تاريخ القصص المصورة، بل أيضًا على إنقاذ صناعة بأكملها من الانهيار. فهل ينجح في إعادة السحر إلى الشاشة الكبيرة، أم يكون “سوبرمان” آخر الضحايا في حرب ثقافية وسينمائية طاحنة؟

 

من “سوبر” إلى سوبرمان

 

قبل أن يتسلم زمام أشهر شخصية خارقة في العالم، أخرج غان فيلمًا مستقلًا بعنوان Super عام 2010، يحكي قصة رجل عادي يقتنع أن الله اختاره ليكون بطلًا خارقًا.

الفيلم، رغم طابعه الكوميدي، حمل نبرة عنف غير مريحة، قال عنها غان لاحقًا: “فرانك هو أنا، إلى حد كبير”. ورغم محدودية انتشاره. أشار الفيلم إلى قدرة غان على إعادة تصور فكرة البطولة من منظور إنساني مضطرب.

 

 

 

 

التحول الجذري جاء عام 2014 حين أطلق غان أول أجزاء سلسلة Guardians of the Galaxy لحساب مارفل. بفكاهته الغريبة، وشخصياته الهامشية، وموسيقاه الرجعية، صنع غان تجربة مختلفة تمامًا عما اعتاده الجمهور من أفلام الأبطال الخارقين.  وجذب جمهورًا عريضًا حقق للسلسلة أرباحًا تجاوزت 2.5 مليار دولار عالميًا.

 

السقوط المؤقت بسبب “تغريدات قديمة. 

 

في عام 2018، واجه غان لحظة فاصلة في مسيرته، بعدما أعاد موقع إخباري محافظ نشر تغريدات قديمة له تتضمن نكاتًا مسيئة عن مواضيع مثل الاغتصاب وهجمات 11 سبتمبر.

ورغم اعتذاره ودعم زملائه، قررت ديزني فصله. بدا أن نهاية مسيرته قد حانت. لكنه عاد بعد عام واحد فقط لاستكمال الجزء الثالث من “حرّاس المجرة”، والذي لاقى نجاحًا جماهيريًا واسعًا.

 

صعوده إلى قمة هوليوود. 

 

بفضل نجاحه المتكرر، عرض عليه الرئيس التنفيذي لوارنر براذرز، ديفيد زاسلاف، منصبًا قياديًا جديدًا: المدير المشارك والرئيس التنفيذي الإبداعي لأستوديوهات DC. المهمة؟ إنقاذ عالم DC السينمائي من الفوضى. وقيادته نحو مستقبل جديد، يبدأ بفيلم “سوبرمان” بميزانية ضخمة وصلت إلى 225 مليون دولار.

 

الأبطال الخارقون في مأزق. 

 

بينما كان غان يصعد، كانت صناعة أفلام الأبطال الخارقين تتدهور. منذ آخر فيلم لـ”المنتقمون” عام 2019، شهدت أفلام مارفل تراجعًا في الإيرادات. ومللًا متزايدًا من الجمهور. حتى أن أحدث نجاحاتها، Deadpool vs Wolverine، كانت تسخر من أزمة مارفل نفسها، ما يعكس تغير المزاج العام تجاه هذا النوع من الأفلام.

 

سوبرمان كرمز للمهاجر والأمل

 

يقدّم غان “سوبرمان” كقصة رمزية عن المهاجر، بطل خارق من خارج الأرض يعيش كغريب في أمريكا. من خلال هذا التفسير. لا يخشى غان من إدخال السياسة في قلب الفيلم، رغم علمه المسبق أن ذلك سيجلب انتقادات من بعض الجماهير. لكنه يرد ببساطة: “ليذهبوا إلى الجحيم”.

 

رسالة شخصية في قالب تجاري. 

 

رغم أن الفيلم يحمل طابع الكوميديا الغريبة التي اشتهر بها غان، إلا أن جوهره جاد. فـ”سوبرمان” هنا ليس بطلاً فوضويًا ساخرًا مثل “ديدبول”. بل شخصية مثالية تؤمن بالخير الجماعي، وتحاول التوفيق بين هويته كغريب، ورغبته في الانتماء والقيادة.

 

هل ينجح في إنقاذ النوع؟

 

في ظل هذا التراجع الجماهيري والانتقادات التي تطال أفلام الأبطال الخارقين. يقف فيلم غان الجديد على المحك. النجاح قد يفتح الباب أمام إعادة إحياء السلسلة، وربما حتى عودة الثقة بهذا النوع. أما الفشل، فسيوضع على كاهل غان مباشرة، باعتباره المسؤول الأول عن المشروع.

 

المهمة الحقيقية: ليس إنقاذ سوبرمان.. بل العالم

 

ورغم كل التحديات، تبدو نوايا غان أعمق من مجرد تحقيق الأرباح أو إرضاء الجمهور. فهو يرى في فيلمه محاولة لإعادة التذكير بما يجعل الأبطال الخارقين مهمين: الإيمان بالإنسانية، والدعوة للتفاهم، والتغيير من الداخل. وكأن رسالته تقول: قبل أن ننقذ الشاشة، علينا أن نحاول إنقاذ العالم الحقيقي.

اقرأ ايضا

جيريمي رينر بعد الحادث المروّع: حياة جديدة خرجت من تحت عجلات الموت”:

ياسمين خليل

ياسمين خليل، حاصلة على ليسانس آداب قسم علوم الاتصال والإعلام، تتمتع بخبرة في إدارة المحتوى والتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب مهاراتها في الإعلام والعلاقات العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى