حوادث وقضايا

صحبتي أصبحت سامه… هل حان وقت المواجهة ام الانسحاب ؟

"صداقة سامة؟ متى تواجه ومتى تنسحب؟"

الصداقة في سن المراهقة قد تكون من أقوى الروابط وأكثرها تعقيدًا. ومع دخول مرحلة جديدة كالمدرسة الثانوية، تتبدل الشخصيات والعلاقات، وتبدأ بعض الصداقات القديمة في الاهتزاز. هذا بالضبط ما تعيشه إحدى الطالبات التي كتبت إلى الكاتبة المتخصصة “أناليزا باربييري” في زاويتها الأسبوعية بصحيفة الغارديان، لتسأل: ماذا أفعل حين تتحول صديقتي إلى شخص سام؟

 

الفتاة أوضحت أنها بدأت الابتعاد عن صديقتها تدريجيًا، بعدما لاحظت سلوكيات مزعجة من كذب وتحدث بسوء عن الآخرين، ثم التظاهر بأنهم المخطئون. المشكلة أنها حاولت اللجوء للمعلمين، لكنهم – للأسف – لم يسمعوها جيدًا، بل انحازوا للصديقة المتهمة، مما زاد الأمر سوءًا.

 

أناليزا باربييري لم ترد برد مباشر فقط، بل استعانت بمعالجة نفسية متخصصة، أليسون روي، التي أثنت على وعي الفتاة ونضجها المبكر. وذكّرتها بحقيقة مهمة: “سلوك صديقتك ليس مسؤوليتك”. من الجيد التفكير بما قد تمر به الأخرى، لكن في النهاية كل إنسان مسؤول عن أفعاله.

 

حين يتغير الأصدقاء… ابحث عن مساحة جديدة

من الطبيعي أن تتغير الشخصيات والعلاقات مع الانتقال إلى بيئة جديدة مثل المدرسة الثانوية. هذا التغير يخلق فرصًا للابتعاد عن الصداقات المؤذية، واختبار علاقات جديدة قد تكون أكثر توافقًا ونضجًا.

أليسون روي فسّرت بعض سلوكيات الصديقة – مثل العدائية والكذب – بأنها قد تكون تعبيرًا عن مشاعر خفية كالإحساس بالذنب أو الخجل أو الألم الداخلي، لكنها أكدت مجددًا: هذا ليس دورك في علاجه. ما يمكنك فعله هو فهم مشاعرك، ووضع حدود صحية.

المواجهة الهادئة قد تكون الحل

أناليزا تقترح حلاً بسيطًا لكنه يحتاج إلى شجاعة: مواجهة هادئة ومباشرة. مثلًا، في لحظة مناسبة يمكنك قول:

“أشعر أننا لم نعد ننسجم كما كنا… هل تحسين بذلك أيضًا؟”

هذا النوع من الأسئلة المفتوحة قد يفتح بابًا للحوار الصادق. وحتى لو لم تصلوا لحل، ستكتسبين على الأقل وضوحًا يساعدك في المضي قدمًا.

 

المهم أن تكون هذه المواجهة وجهًا لوجه وليس عبر الرسائل، لأن لغة الجسد ونبرة الصوت تحمل أحيانًا ما لا تقوله الكلمات.

 

أنت لست مسؤولة عن فهمها… لكنك مسؤولة عن سلامك

قد لا تفهم صديقتك موقفك، وقد لا تتغير، لكن ما يهم هو أنك بدأت في التعبير عن نفسك، ووضع حدود تحميك. فالحياة مليئة بالتجارب والعلاقات، ولكل واحدة دروسها. والقدرة على إنهاء علاقة مؤذية، حتى لو كانت طويلة، ليست أنانية بل شجاعة.

خلاصة النصيحة:

لا تحاولي “إصلاح” صديقتك، فليست هذه مسؤوليتك.

واجهيها بلطف إن استطعت، وعبّري عن مشاعرك.

لا تعتمدي على المعلمين لحل العلاقات الشخصية، فليس هذا دورهم دائمًا.

استكشفي صداقات جديدة، وامنحي نفسك الفرصة للخروج من الدائرة المرهقة.

تذكري: النضج لا يعني الاحتمال بصمت، بل معرفة متى تتكلمين ومتى تنسحبين.

هل تودّ أن أساعدك في كتابة مقال مشابه موجه للمراهقين باللغة العربية في مجلة أو منصة تعليمية؟

أقرأ أيضا:

المحكمة العليا الأمريكية تحد من صلاحيات القضاة الفيدراليين ضد أوامر ترامب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى