فن وثقافة

في ذكراها.. زينات علوي راقصة الهوانم التي وجدوا جثتها وحيدة بعد 3 أيام من وفاتها

في ذكرى رحيلها.. قصة راقصة مصرية أحبها النابلسي ووصفها أنيس منصور بالأفضل بعد كاريوكا

تحل اليوم، 16 يوليو، ذكرى وفاة الفنانة زينات علوي، إحدى أبرز أيقونات الرقص الشرقي في مصر خلال القرن العشرين. تمر 37 عامًا على رحيلها، لكنها ما زالت حاضرة في ذاكرة محبي الفن الأصيل، ليس فقط كراقصة، بل كشخصية استثنائية جمعت بين القوة والرقي والموهبة.

 

من الإسكندرية إلى القاهرة.. بداية الهروب من القسوة

 

في التاسع عشر من مايو عام 1930، وُلدت زينات علوي في مدينة الإسكندرية لأسرة فقيرة عانت فيها من قسوة والدها الشديدة، حتى أن العنف الجسدي كان جزءًا من طفولتها. وفي سن السادسة عشرة، لم تجد بدًا من الهروب من تلك البيئة القاسية، فلجأت إلى إحدى قريباتها التي كانت تعرف طريق الفن، فنصحتها بالانضمام إلى فرقة بديعة مصابني في القاهرة.

 

عصا التحطيب وسحر الشرق.. أسلوب فني لا يُنسى

 

تميزت زينات علوي بأسلوب فريد في الرقص الشرقي، مزجت فيه بين الرقص بالعصا المستوحى من التحطيب الصعيدي، والإيقاع الشرقي المرهف. هذا الدمج منحها شهرة واسعة، وجعلها محط أنظار السينما، حيث شاركت في أكثر من 40 فيلماً، من أبرزها “الزوجة 13” ورقصتها الشهيرة على أنغام “كنت فين يا علي”.

ذكرى وفاة زينات علوي راقصة الهوانم

عبد السلام النابلسي وقع في حبها.. لكنها قالت لا

 

في أحد حواراته النادرة، كشف الفنان عبد السلام النابلسي عن مشاعر خاصة يكنّها لزينات علوي، بدأت خلال تصوير فيلم “إسماعيل ياسين في البوليس السري” عام 1959. لم يخفِ النابلسي أنه طلب يدها للزواج، لكنها رفضت العرض، ربما لأن الفن كان يحتل المكان الأكبر في قلبها.

 

أنيس منصور: كانت راقصة راقية لا تبتذل

 

رغم شهرتها كراقصة، إلا أن زينات كانت على صلة وثيقة بكبار المثقفين والكتّاب، وعلى رأسهم الكاتب الراحل أنيس منصور، الذي كتب عنها أكثر من مرة. في كتابه “أظافرها الطويلة”، وصفها بأنها “أفضل راقصة بعد تحية كاريوكا”، مشيدًا ببساطة أدائها ونقائها الفني وابتعادها عن الابتذال.

 

راقصة الهوانم.. التزام وأخلاق وشخصية قوية

 

عرفت زينات علوي داخل الوسط الفني بلقب “راقصة الهوانم”، لما كانت تتمتع به من أناقة ورقي، بينما أطلقت عليها زميلاتها لقب “زينات قلب الأسد”، نظرًا لشجاعتها وتمسكها بمبادئها الفنية، ورفضها التخلي عن احترامها لنفسها على خشبة المسرح.

 

اعتزال صامت ونهاية حزينة

 

في عام 1971، قررت زينات علوي الابتعاد عن الأضواء، واعتزلت الفن بشكل نهائي. قضت السنوات الأخيرة من حياتها في عزلة شبه تامة، حتى رحلت عن عالمنا في 16 يوليو 1988، حيث اكتُشف جثمانها بعد ثلاثة أيام من وفاتها. كانت النهاية صادمة، لكنها أيضًا تعكس المسافة التي وضعتها بينها وبين الشهرة في سنواتها الأخيرة.

اقرأ ايضا

نسيج بايو: كيف تحوّلت قطعة قماش إلى أكثر وثيقة دموية في تاريخ الحروب؟

ياسمين خليل

ياسمين خليل، حاصلة على ليسانس آداب قسم علوم الاتصال والإعلام، تتمتع بخبرة في إدارة المحتوى والتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب مهاراتها في الإعلام والعلاقات العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى