الاقتصاد

ترامب يراهن على 90 مليار دولار لكسب أصوات بنسلفانيا!

استثمارات هائلة في الطاقة والذكاء الاصطناعي وسط تراجع شعبيته وصدام سياسي محتدم

في محاولة لاستعادة بريقه السياسي وتثبيت أقدامه قبل السباق الرئاسي، أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب قنبلة استثمارية من العيار الثقيل بإعلانه عن ضخ أكثر من 90 مليار دولار في مشاريع الطاقة والذكاء الاصطناعي بولاية بنسلفانيا، خلال “قمة الطاقة والابتكار”. الولاية التي طالما لعبت دورًا حاسمًا في الانتخابات الأميركية، أصبحت الآن محور خطة ترامب لإنعاش شعبيته، وسط انتقادات داخلية وتشكيك في جدوى وواقعية هذه الوعود الضخمة. من منصة بيتسبرغ، ألقى ترامب خطابه الناري، معلنًا ما وصفه بـ”أكبر استثمار في تاريخ الولاية”، بينما كانت أنظار السياسيين والمستثمرين والمحللين معلقة على وعود قد تغير شكل الاقتصاد الأميركي أو تتحطم على صخور الواقع.

طاقة ووظائف.. ووعود سريعة التنفيذ

ترامب ركّز في خطابه على جزئية الوظائف، مؤكدًا أن الاستثمارات ستوفّر آلاف فرص العمل وستسرّع إجراءات الترخيص لمحطات الكهرباء. المشاريع تتضمن تحديث شبكات الطاقة، تطوير الذكاء الاصطناعي، وإنشاء مراكز بيانات ضخمة. ولكن، رغم ضخامة الأرقام، هناك تساؤلات كثيرة حول مدى واقعية التنفيذ، خاصة أن بعض العقود ما تزال “تعهدات مبدئية” مثل صفقة الغاز بقيمة 15 مليار دولار مع Homer City، ما يعني أن بعض هذه المشاريع قد تكون مجرد دعاية انتخابية لا أكثر.

إقرأ أيضا

استقرار نسبي في سعر الدولار اليوم الخميس وسط قلق تجار الصرافة

 

“الفاتورة الجميلة”: إصلاح أم صدمة؟

بالتوازي مع هذه الاستثمارات، يروّج الجمهوريون لما يُعرف بـ”الفاتورة الجميلة”؛ مشروع اقتصادي مثير للجدل يشمل خفضًا ضريبيًا موسعًا يقابله تقليص تمويل برنامج “ميديكيد” الصحي. هذا التوجه أغضب الديمقراطيين وأثار انتقادات واسعة، خاصة أن ترامب يعاني من تراجع شعبيته تحت حاجز الـ45%، ويواجه صعوبات في إقناع الناخب الأميركي بجدية مشروعاته.

بنسلفانيا.. الورقة الذهبية في سباق 2028

اختيار بنسلفانيا لم يكن عشوائيًا؛ فهي ساحة معركة انتخابية شرسة، وقد حسمت مصير ترامب مرتين. من هنا، فإن الضخ الإعلامي والاستثماري هدفه واضح: كسب أصوات الولاية بأي ثمن. الزيارة سيعقبها جولة لنائب الرئيس جي دي فانس، في استمرار لحملة الترويج لمشروع “الفاتورة الجميلة”، ضمن خطة منظمة لجذب التأييد الشعبي.

مليارات الشركات الكبرى.. لكن من سيدفع الثمن؟

مشاركة أسماء كبرى مثل بلاكستون، بلاك روك، CoreWeave وFirst Energy أضفت جدية على المشهد، مع وعود بمراكز بيانات بقدرة تتجاوز 1.3 غيغاواط. لكن الخبراء يحذرون: البنية التحتية الكهربائية لن تحتمل هذا الضغط إن لم يُواكب باستثمارات متوازنة. بعض المحللين وصفوا المشهد بأنه “وعد مستقبلي كبير بسقف زجاجي هش”، في ظل ضعف الشبكة وعدم جاهزية بعض المناطق.

 

أحمد سليم

أحمد سليم صحفي متخصص في تغطية الملفات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، يتمتع بخبرة تمتد لأكثر من عشر سنوات في الصحافة المكتوبة والرقمية. يتميز بأسلوبه التحليلي واهتمامه بالتفاصيل التي تكشف ما وراء الأرقام والسياسات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى