البرازيل تُحاصر بولسونارو: سوار إلكتروني ومخاوف من الهروب قبيل حكم المحكمة
قيود صارمة وتضامن دولي مثير للجدل... الرئيس السابق يواجه عزلة سياسية قبل النطق بالحكم في قضية محاولة الانقلاب

أمرت الشرطة الفيدرالية البرازيلية بفرض إجراءات مشددة على الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، تضمنت ارتداء سوار إلكتروني وتقييد تحركاته، وسط تصاعد المخاوف من احتمالية هروبه من البلاد قبيل صدور حكم متوقع في محاكمته أمام المحكمة العليا، والمتعلقة بتورطه المزعوم في مخطط انقلابي بعد خسارته انتخابات عام 2022.
إجراءات صارمة وقيود قضائية
اقتحمت عناصر من الشرطة الفيدرالية في الساعات الأولى من صباح الجمعة مقر إقامة بولسونارو في حي “الحديقة النباتية” الراقي بالعاصمة برازيليا. وبحسب تقارير محلية، شملت الإجراءات:
إلزام بولسونارو بارتداء سوار إلكتروني لمراقبة تحركاته.
حظر التجوال الجزئي بين الساعة 7 مساءً و7 صباحًا، وأيام عطلة نهاية الأسبوع.
منع التواصل مع الدبلوماسيين والسفر إلى المقار الدبلوماسية.
حظر تام على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
كما ذكرت قناة TV Globo أن الشرطة صادرت مبلغًا نقديًا بقيمة 14 ألف دولار، بالإضافة إلى ذاكرة فلاش عُثر عليها مخبأة في دورة المياه داخل الفيلا.
اقرا ايضا:
نتفليكس تدخل عصر الذكاء الاصطناعي الإبداعي: بين الفرصة والجدل
توقيت حساس ومحاكمة سياسية كبرى
تأتي هذه الإجراءات في توقيت بالغ الحساسية، حيث تقترب المحكمة العليا من إصدار حكمها في القضية التي يتهم فيها بولسونارو بقيادة محاولة انقلاب فاشلة تهدف لمنع تنصيب الرئيس الحالي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا. وفي حال الإدانة، قد يواجه الرئيس السابق حكمًا بالسجن يصل إلى 43 عامًا.
ورغم نفي بولسونارو أي نية للهرب، وتأكيده أنه “لم يفكر أبدًا في مغادرة البلاد أو اللجوء إلى سفارة أجنبية”، فإن تاريخه الحديث يثير الشكوك؛ فقد أقام ليالي داخل السفارة المجرية العام الماضي عقب مصادرة جواز سفره، ما يعزز الشكوك حول إمكانية تكرار ذلك السيناريو.

دور ترامب… ودبلوماسية مضادة
تفاقمت المخاوف من هروب بولسونارو بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الواردات البرازيلي، احتجاجًا على ما وصفه بـ”حملة الاضطهاد السياسي” ضد حليفه. ونشر ترامب رسالة مفتوحة أعرب فيها عن تضامنه مع بولسونارو، وهاجم ما وصفه بـ”المعاملة القاسية” التي يتعرض لها الرئيس السابق.
إلا أن هذه الخطوة الأمريكية لم تكن ذات مردود إيجابي على بولسونارو، بل أضعفت موقفه داخليًا. فقد استغل لولا دا سيلفا الموقف وهاجم ترامب في خطاب تلفزيوني مباشر، واصفًا محاولات التأثير الأجنبي على القضاء البرازيلي بـ”الابتزاز المرفوض” و”الخيانة الوطنية”.
تحقيقات إضافية وضغوط سياسية
التحقيقات لا تتوقف عند محاولة الانقلاب فحسب، بل تمتد لتشمل دورًا محتملاً لبولسونارو في الضغط على إدارة ترامب لفرض الرسوم كوسيلة لتخليصه من المحاكمة. ويخضع ابنه، النائب البرلماني إدواردو بولسونارو، لتدقيق خاص، بعد تقارير تحدثت عن جهود مكثفة قام بها في واشنطن للضغط على مسؤولي ترامب لاستهداف القاضي ألكسندر دي مورايش، الذي يرأس التحقيق القضائي ضد والده.
خاتمة: عزلة سياسية متزايدة
ما بين اتهامات خطيرة، وقيود أمنية مشددة، وحملة تضامن خارجية قد ترتد عليه داخليًا، يجد بولسونارو نفسه محاصرًا سياسيًا وقانونيًا. وفي ظل ترقب واسع للحكم المنتظر من المحكمة العليا، يبدو أن الرئيس السابق بات يعيش أيامه السياسية الأخيرة تحت مراقبة إلكترونية… وأعين الرأي العام الدولي.
اقرا ايضا :
اتحاد عملاق في الأفق: Union Pacific وNorfolk Southern تبحثان اندماجًا بـ200 مليار دولار