عربي وعالمي

“كتاب عيد الميلاد” يفتح باب الجدل الأمريكي حول ملف إبستين

دعوى ترامب ضد وول ستريت جورنال في أزمة وثائق إبستين المثيرة

في تطوّر جديد يعكس احتدام الصراع بين الأخلاق والسياسة في أمريكا، قد يشكّل “كتاب عيد الميلاد” الخاص بجيفري إبستين وقودًا لجولة جديدة من الاشتباك بين الكونغرس والبيت الأبيض، في وقت يتولى فيه دونالد ترامب منصب الرئاسة من جديد. فقد وجّه عضوان ديمقراطيان في الكونغرس طلبًا رسميًا للحصول على نسخة كاملة وغير منقحة من الكتاب، الذي يُقال إنه يتضمن قصيدة ورسماً فاضحًا من ترامب نفسه لإبستين في عيد ميلاده الخمسين. وبينما تزداد الضغوط داخل قاعدة ترامب الانتخابية بشأن تعتيم الوثائق، يسعى الديمقراطيون لاستثمار اللحظة سياسياً، في محاولة لكشف ما يعتبرونه تسترًا متعمداً في واحدة من أكثر القضايا الأخلاقية إثارة للجدل في تاريخ النخبة الأمريكية.

كتاب عيد الميلاد: محتوى مثير وتحقيقات متجددة

يرتكز الطلب الديمقراطي المقدم لمحامي تركة إبستين على أهمية ما يُعرف بـ”كتاب عيد الميلاد”، وهو ألبوم جلدي فاخر جمعته غيسلين ماكسويل، الشريكة المقربة لإبستين والمدانة بقضايا الاتجار الجنسي بالقاصرات. يضم هذا الكتاب رسائل تهنئة من عدد كبير من الشخصيات المقربة من إبستين، من بينهم، بحسب تقارير “وول ستريت جورنال”، دونالد ترامب، بيل كلينتون، وألان ديرشوفيتز، إلى جانب آخرين من أصحاب النفوذ. وقد نشرت “نيويورك تايمز” صورة مكرسة من ماكسويل ضمن هذا الكتاب، مما زاد من حدة الاهتمام الإعلامي والسياسي به. اللافت أن ترامب أقام دعوى قضائية ضد “وول ستريت جورنال”، زاعمًا أن الرسالة المنسوبة إليه مزيفة ولا وجود لها. لكن مع إعلان محامي ضحايا إبستين أن الكتاب بحوزة التركة وأنه يمكن تسليمه بناءً على طلب، ازدادت الضغوط على المؤسسة القضائية لتوضيح محتواه. الرسالة الديمقراطية تطالب بالحصول على نسخة كاملة وغير منقحة من الكتاب قبل العاشر من أغسطس، معتبرة إياه وثيقة ضرورية في سياق الرقابة البرلمانية على تعامل وزارة العدل مع ملف إبستين.

صراع الشفافية والسلطة: الديمقراطيون يضغطون وترامب يناور

الطلب البرلماني الموجه إلى تركة إبستين لا يمكن فصله عن الصراع السياسي المحتدم في الولايات المتحدة، لا سيما في ظل استمرار مطالبات قاعدة ترامب الانتخابية بالكشف الكامل عن ملفات إبستين، وهي المطالب التي لم تجد استجابة كافية من الإدارة. الديمقراطيون، من جهتهم، يرون في هذا الملف وسيلة فعالة لفضح التواطؤ المحتمل داخل الحكومة السابقة، خاصة وأن تقارير جديدة أفادت أن اسم ترامب ورد عدة مرات ضمن وثائق التحقيق. وتشير تسريبات صحفية إلى أن المدعي العام بام بوندي أبلغت ترامب بذلك في مايو الماضي، ما دفع الأخير إلى محاولة استباقية للإفراج عن سجلات هيئة المحلفين الكبرى الخاصة بالتحقيق في فلوريدا، لكن المحكمة رفضت الطلب. وفي خطوة تحمل طابعًا تصعيديًا، التقى محامي ترامب السابق، تود بلانش، مع ماكسويل في سجنها الفيدرالي، في زيارة اعتُبرت مثيرة للتساؤلات، حيث تسعى ماكسويل إلى إلغاء حكم إدانتها. كل هذه التحركات تشير إلى معركة سياسية وقانونية مستمرة، تحاول فيها كل جهة أن تسيطر على رواية الحقيقة المرتبطة بأكثر القضايا جدلاً في العقدين الأخيرين.

الخاتمة: كتاب صغير في قلب زلزال سياسي

رغم أن “كتاب عيد الميلاد” لا يتجاوز في ظاهره كونه تجميعًا لرسائل تهنئة، إلا أن ما يُقال إنه يحتويه من رسومات ونصوص تحمل توقيع دونالد ترامب، جعله يتحول إلى أداة ضغط سياسي ودستوري. الديمقراطيون يدفعون باتجاه الكشف، فيما يتمسك الجمهوريون بالصمت أو الإنكار، وسط تصاعد الأسئلة حول من كان يعلم، ومن تواطأ، ومن تستر. هذه الوثيقة، إن وُضعت في العلن، قد لا تغير فقط مسار النقاش العام حول إرث إبستين، بل قد تؤثر أيضًا على خريطة النفوذ في واشنطن، وعلى مصير مرشحي الانتخابات المقبلة. وبينما تنتظر أمريكا معرفة ما إذا كان “الكتاب” سيسلم بالفعل، يبقى السؤال الأكبر: كم من الأسرار ما زالت حبيسة الأدراج؟

اقرا ايضا

فضيحة التسمم الجماعي لأطفال روضة في الصين: كارثة صحية وفساد مستشري 

نيرة احمد

نيرة أحمد صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى