الوكالات

هجوم أوكراني واسع بالطائرات المسيرة يستهدف العمق الروسي ويضرب منشآت استراتيجية

في تصعيد لافت للحرب المستمرة، نفذت أوكرانيا فجر السبت هجومًا واسعًا بالطائرات المسيرة استهدف عمق الأراضي الروسية، طاول منشآت صناعية وعسكرية استراتيجية في عدة أقاليم. العملية، التي وُصفت بأنها رد مباشر على القصف الصاروخي الروسي العنيف الذي استهدف مدنًا أوكرانية في 31 يوليو وأسفر عن خسائر بشرية ومادية كبيرة، شملت ضرب مصافي نفط ومواقع صناعات دفاعية وقواعد جوية مرتبطة بالحملة العسكرية الروسية. وأكدت السلطات الروسية وقوع انفجارات في مناطق متفرقة، أبرزها في سامارا وريف ريازان وبِنزا، وسط تكتّم رسمي على حجم الخسائر الفعلية.

ضربات مركزة على البنية التحتية النفطية في سامارا

أعلن حاكم مقاطعة سامارا، فياتشيسلاف فيدوريشيف، أن طائرات مسيرة “معادية” استهدفت أحد المصانع الصناعية في مدينة نوفوكويبيشيفسك، مشيرًا إلى أن فرق الطوارئ تعمل في الموقع لاحتواء الحريق والسيطرة على الأضرار. وأكد فرض قيود مؤقتة على خدمات الإنترنت المحمول في المنطقة، بالإضافة إلى تعليق الرحلات في مطار سامارا. وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي الروسية تسجيلات مصورة تظهر حرائق ضخمة قرب مصفاة نفط نوفوكويبيشيفسك، مع أصوات انفجارات وأزيز الطائرات المسيرة في الخلفية. هذه المصفاة تُعد من أبرز المنشآت النفطية في المنطقة، ويُعتقد أن استهدافها يهدف إلى ضرب مصدر رئيسي للإيرادات الروسية من صادرات الطاقة.

استهداف منشآت تصنيع مكونات الأسلحة في بنزا

وفي إقليم بنزا، أفادت تقارير محلية أن الهجمات طاولت منشآت صناعية دفاعية حساسة، أبرزها مجمع “إلكتروبيبور” المعروف بإنتاج مكونات أنظمة توجيه الصواريخ ومعدات الاتصالات العسكرية، إضافة إلى مصنع “راديو بريبور”، وهو المنشأة الوحيدة في روسيا المتخصصة في تصنيع مراكز القيادة المتنقلة لوحدات الدفاع الجوي. وأفاد شهود بوقوع انفجارات قرب المنطقة الصناعية، فيما لم تكشف السلطات عن تفاصيل الخسائر أو توقف الإنتاج. ويكتسب استهداف هذه المواقع أهمية خاصة، نظرًا لدورها المباشر في دعم القدرات القتالية الروسية على الجبهات.

ضربات على القواعد الجوية ومخازن الوقود في ريازان وكراسنودار

كما أُبلغ عن وقوع انفجارات قرب قاعدة “دياجيليفو” الجوية في مقاطعة ريازان، وهي قاعدة معروفة باحتضان وحدات الطيران بعيد المدى. وأكدت السلطات المحلية تعرض أحد المنشآت التجارية في مدينة ريازان لهجوم بمسيرة، دون الإفصاح عن طبيعة الهدف، فيما أظهرت مقاطع فيديو أعمدة نيران شاهقة ترجح إصابة منشأة لتخزين الوقود أو مصفاة صغيرة. وفي إقليم كراسنودار جنوب روسيا، استُهدف مطار عسكري قرب “بريمورسكو-أختارسك”، يُستخدم عادة لإطلاق الطائرات المسيرة الإيرانية الصنع من طراز “شاهد-136” باتجاه الأراضي الأوكرانية. بيانات الأقمار الصناعية التابعة لوكالة “ناسا” أظهرت وجود بؤر حرائق قرب القاعدة عقب وقت قصير من الهجوم.

الصمت الأوكراني الرسمي ورسائل استراتيجية

رغم عدم إصدار كييف بيانًا رسميًا حول العملية، إلا أن مسؤولين أوكرانيين كرروا في تصريحات سابقة أن سياسة بلادهم ترتكز على استهداف البنية التحتية العسكرية والاقتصادية التي تدعم المجهود الحربي الروسي، مع الحرص على تجنب المناطق المدنية. ويرى مراقبون أن ضرب مصافي النفط ومنشآت التخزين يهدف إلى تقليص العائدات النفطية التي تمثل مصدر تمويل رئيسي للحرب، فضلًا عن إضعاف القدرات اللوجستية للقوات الروسية.

تصعيد متبادل ومؤشرات على اتساع نطاق الحرب

الهجوم الأوكراني يأتي في سياق تصعيد متبادل بين الطرفين، حيث شهدت الأسابيع الأخيرة ضربات روسية مكثفة على البنية التحتية الأوكرانية، شملت منشآت للطاقة والمراكز الحضرية. ويشير محللون إلى أن توسيع أوكرانيا نطاق عملياتها ليشمل عمق الأراضي الروسية يعكس تطورًا في قدراتها الهجومية، واعتمادها المتزايد على الطائرات المسيرة بعيدة المدى. من جهة أخرى، من المتوقع أن يدفع هذا التصعيد موسكو إلى تشديد دفاعاتها الجوية وتعزيز مواقعها الاستراتيجية في الداخل الروسي، ما قد ينذر بمزيد من الهجمات والهجمات المضادة خلال الفترة المقبلة.

اقرأ أيضاً:

78 ساعة على تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ 2025

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى